Strong>علي حيدرأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن مسألة «تجميد الاستيطان» مجمدة في الفترة الحالية، نافياً أن يكون هناك أي اقتراح اميركي في الوقت الحالي للمقابل الذي ستحصل عليه اسرائيل إذا وافقت على مطلب البيت الأبيض بهذا الخصوص.
ونفى نتنياهو، خلال اجتماع لكتلة «الليكود» البرلمانية، التقارير التي تحدثت عن اقتراح بقيام اسرائيل باستئجار أراض فلسطينية لفترة زمنية طويلة. وحذر من إقدام السلطة الفلسطينية على خطوات أحادية الجانب، بالقول إنه «سيكون لذلك أثمان على الطرفين»، مشيراً الى أن خطوة كهذه ليست للحل.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر اميركية قولها إنه في الأسابيع المقبلة سيُستبدل المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط، جورج ميتشل، بالإضافة الى عدد آخر من كبار المسؤولين في واشنطن. وبحسب الصحيفة، يعود سبب استبدال ميتشل الى فشله هو وطاقمه في تجديد المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ورغبة من الادارة في ضخ دماء جديدة تمهيداً لـ«تجديد الضغوط وتحريك العملية السياسية في المنطقة».
ولفتت الصحيفة إلى أن من بين الاسماء التي اقتُرحت بديلاً لميتشل السفير الاميركي السابق في اسرائيل، مارتن أنديك. وبحسب الاقتراحات المتداولة هناك اقتراحات بتقسيم منصب ميتشل الى منصبين، الأول انديك لمتابعة السلطة الفلسطينية، والثاني مستشار الرئيس الأميركي دنيس روس لمتابعة إسرائيل.
في هذا الوقت، تُكثّف مصر محاولاتها لاستئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن القاهرة اقترحت على الجانب الفلسطيني خطة مشتركة تتمثل بالتقدم بورقة مطالب فلسطينية إلى الأمم المتحدة، موضحاً أن الخطة تقضي بأن يكون هناك «سعي عربي مشترك لإلزام إسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية وما يسمى النمو الطبيعي، ويشمل القدس، قبل استئناف المفاوضات المباشرة».
وأضاف عريقات أن «المقصود بالورقة هو أن يكون هناك موقف محدد للمرجعيات وعملية السلام، تتمثل بإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتحديد المرجعيات 242 و1515 و194، وكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومرجعياتهما، وألّا يسمح لنتنياهو بالتغيير والتلاعب بهذه المرجعيات، أو الحديث عن دول ذات حدود مؤقتة، أو تشغيل مؤقت للاستيطان، أو هدنة طويلة الأمد، أو مراحل انتقالية جديدة».
وأشار عريقات إلى أنه إذا فشلت الإدارة الأميركية بإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان، «سنذهب للخيارات والبدائل الأخرى، علماً أنها ليست ردة فعل عاطفية للرئيس (محمود عباس) أبو مازن». وقال إن «هذه الخيارات جاءت بناء على دراسات جدية ومعمقة أجراها فريق عربي فلسطيني ودولي».
ودعا عريقات إلى الذهاب إلى الخيار الثالث، أي أن «تطالب فلسطين بالعضوية الكاملة في مجلس الأمن وفق خريطة 4 حزيران بحدود عام 1967». وأشار إلى أن على مجلس الأمن «أن يقبل أو يرفض بحسب القانون. وفي حال قبوله، عليه أن يصدر بياناً لدول الأعضاء بالاعتراف بدولة فلسطين. وإذا لم نتمكن نتيجة الفيتو الأميركي أو غيره، فسنطلب من مجلس الأمن تفعيل القرار 377 لعام 1950 أي الاتحاد من أجل السلام».
وتساءل عريقات «لماذا يحارب هذا الخيار؟ وماذا نسمي كوسوفو أو الاتفاقيات الدولية أو ما تقوم به الولايات المتحدة في جنوب السودان؟».
وفي سياق الحراك المصري، يصل رئيس الاستخبارات، عمر سليمان، إلى إسرائيل نهاية الأسبوع الجاري لعقد لقاءات مع نتنياهو والرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز. وأشار موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى وجود فرصة لعقد اجتماع مع وزير الدفاع إيهود باراك، وعائلة الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، جلعاد شاليط. وأوضح أن سليمان سيبحث مع الجانب الإسرائيلي «كيفية الخروج من مأزق المفاوضات، وكيفية الخروج من موضوع تجميد الاستيطان بعد عقد اجتماعات مع القيادة الفلسطينية في رام الله الأسبوع الماضي».