حملت الأربع والعشرون ساعة الأخيرة مستجدات عديدة، طبعها التقدم الطفيف للجيش في ريف اللاذقية والزبداني، أعقبه حشدٌ واسع للمعارضة المسلحة على جبهة الريف الشمالي لحلب، فيما تواجه مدينتا كفريا والفوعة «لهيبُ شمالٍ» أطفأه صمود المدينتين سابقاً.
واستأنف الجيش السوري عملياته العسكرية على جبهة ريف اللاذقية ظهر أمس، بعد أن توقفت قسراً، لسوء الأحوال الجوية، إذ نجحت وحداته في إحداث خرقٍ واسع في منطقة جب الأحمر في الريف الشمالي للمحافظة.
فبعد ساعاتٍ من مواجهات مباشرة، خاضها الجيش ضد المسلحين في تلة رويسة (جورة الطنبور)، نجح الجنود خلال الساعات الأخيرة من ظهر أمس في كسر التحصينات الأولى للمسلحين في التلة، ما سهّل سيطرة الجيش عليها، وفرار العشرات منهم إلى عمق الريف الشمالي، بحسب مصدر ميداني، مؤكداً «استمرار العمليات».
وفي مقابل استمرار أهالي بلدتي كفريا والفوعة في مقاومة حشد «جيش الفتح» وحلفائه على تخوم البلدتين في ريف محافظة إدلب، استهدف مسلحو «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» كلتا البلدتين بعشرات القذائف والصواريخ، في إطار معركة «لهيب الشمال نصرةٌ لغوطتي دمشق» التي أعلنها التنظيم سابقاً.

انسحب عناصر
«جيش النصر» من بعض قرى ريف حماة


إلى ذلك، انسحب عناصر «جيش النصر» من بعض قرى الريف الشمالي لمحافظة حماة، بعد فشلهم في قطع طريق الإمداد باتجاه سهل الغاب، فيما يستكمل الجيش معركته ضد «جيش الفتح» في قرى الغاب، وتحديداً في الجهة الشرقية من السهل، مكبّداً التنظيم أكثر من 40 قتيلاً، من بينهم أحد القادة الميدانيين. كذلك فشل المسلحون في السيطرة على مبنى «المخابرات الجوية» في حلب، إثر إحباط الجيش هجوماً عنيفاً لمقاتلي «جبهة النصرة» على المبنى، وتفجير الأخير لنفقٍ يمر من تحته.
وعلى خطٍ موازٍ، شنَّ مقاتلو «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«الجبهة الشامية» هجوماً واسعاً على جبهة باشكوي في الريف الشمالي لحلب، بعد إقدام عددٍ من «الانغماسيين» على ضرب تسع نقاط عسكرية تابعة للجيش في البلدة، سهّلت تقدم قواتٍ أخرى كانت مرابطة في الجهتين الشرقية والجنوبية الشرقية من البلدة. ثمّ استطاع الجيش استيعاب «الصدمة» الأولى، مانعاً أي تغيير في موازين السيطرة في باشكوي.
وفي ريف دمشق الغربي، واصل الجيش تقدمه في مدينة الزبداني بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، حيث خاض مجموعة من المواجهات تركزت على محوري الحكمة والاستراحة في عمق المدينة، في حين وجهت مرابض المدفعية ضرباتٍ مكثفة لتحركات المسلحين بالقرب من حاجز حرج بلودان، حيث كانوا يترصدون لفتح ثغرة للوصول إلى الجبال الشرقية من الزبداني.
أما في الريف الشرقي لدمشق، وتحديداً في حرستا، فقد فجَّرت مجموعات الجيش نفقاً يستخدمه المسلحون للتسلل نحو الأبنية المحيطة ببناء «إدارة المركبات» في البلدة، تلت ذلك اشتباكات عنيفة خاضها الجيش ضد المتسللين إلى محيط المبنى وحي العجمي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.
وإلى الجبهة الوسطى من البلاد، حاولت مجموعة مسلحة فجر أمس التسلل من محور عين حسين الجنوبي باتجاه الأراضي الزراعية المحيطة بقرية عين الدنانير وبلدة المشرفة في الريف الشمالي لحمص، قبل أن تتصدى لها مجموعات الجيش والفصائل المقاتلة إلى جانبه.