وسط حراك بطيء تشهده عملية التسوية، يظهر أن التوتر يزداد على الساحة الداخلية الفلسطينية، بعد قرار الجيش الإسرائيلي نشر كتيبة الدبابات الوحيدة المحصّنة ضد القذائف المضادة للمدرعات عند الحدود مع قطاع غزة، في ظل مخاوف من تحسن قدرات المقاتلين الفلسطينيين في قصف المدرعات. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هذه الدبابات تابعة لـ«الكتيبة 9» في لواء المدرعات 401، وزُوّدت بمنظومة «معطف هوائي» المضادة للقذائف ضد الدبابات. ويأتي القرار بعد سلسلة مداولات أعقبت استهداف مسلحين فلسطينيين لدبابة إسرائيلية عند الشريط الحدودي، وإلحاق أضرار جسيمة بها قبل أسبوعين. وأشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن العديد من الفصائل المسلحة في القطاع تملك مئات القذائف المضادة للمدرعات من أنواع عدة بدءاً من «آر بي جي» حتى أنواع متطورة جداً. في السياق، أعلنت متحدثة عسكرية إسرائيلية أن مجموعة فلسطينية مسلّحة أطلقت سبع قذائف هاون على منطقة غير مأهولة، فيما أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، مهاجمتها موقعين عسكريين إسرائيليين محاذيين للقطاع بأربع قذائف هاون.
في هذا الوقت، يبدو أن التوتر عاد ليسيطر على ملف المصالحة الداخلية، بعدما دعت «حماس» عناصرها في الضفة الغربية إلى مواجهة عمليات اعتقالهم من جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، «أطالب أبناء حماس في الضفة بمواجهة مجرمي فتح وضباط استخباراتها». وتوجه إلى قادة «فتح» والأجهزة الأمنية قائلاً: «حماس أكبر من سجونكم، وفي النهاية ستنتصر الإرادة والمقاومة».
من جهة أخرى، أبدت «فتح» غضبها من تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بعد وصفه إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد بأنه سيجعلها دولة «ميكي ماوس»، أي ضعيفة وكرتونية.
وإلى عملية التسوية، وصل رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض دان شبيرو، ونائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، دايفد هيل، إلى المنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتحريك «عملية السلام». ومن المتوقع أن يجتمع المبعوثان مع مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يتسحاك مولخو ورون درمر وعوزي أراد، إضافة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات.
وفي السياق، نقلت صحف إسرائيلية عن نتنياهو قوله أمام مجموعة من قادة المنظمات اليهودية من أنحاء العالم «حتى إذا نجحنا في تحقيق السلام فإن التهجمات على شرعيتنا ستستمر لأن مصدرها ليس في أحداث عام 1967 بل في أحداث عام 1948، وهذه التهجمات ضد وجود الدولة اليهودية». ورفض الانتقادات الموجهة إليه بأن الجمود السياسي حاصل منذ بداية ولايته.
من جهة ثانية، قال النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، إن الصراع هو على القدس الشرقية ويجب تهويدها. وقال «إننا في أوج الصراع على وحدة القدس ومستقبلها ويجب البناء فيها وتهويدها». أما على الجانب الفلسطيني، فجدد الرئيس محمود عبّاس تمسّكه بخيار السلام والمفاوضات، فيما أكد أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه أن السلطة «لم تتلقّ أي اقتراحات أميركية جديدة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)