أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عبر حسابه على موقع «تويتر»، أنه سيلتقي في 18 آذار الحالي، في ولاية ألاسكا الأميركية، مع قياديَّين صينيَّين، لـ«مناقشة مجموعة من القضايا، من ضمنها تلك التي لدينا خلافات عميقة حولها».
ووفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية، سيشارك في الاجتماع، إلى جانب بلينكن، مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، وسيلتقيان بمدير «مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية» يانغ جيشي ومستشار الدولة وانغ يي.

وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها، بشكل مباشر، مسؤولون من الجانبين، منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، ودخوله البيت الأبيض.

وكان التوتر مع الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة التهديد الاستراتيجي الأكبر لها، قد بدأ فور دخول بايدن مكتبه البيضاوي، إذ انطلق تحشيد عسكري لجيشي البلدين، في بحر الصين الجنوبي، الذي يعبر منه واحد من أهم شرايين التجارة في العالم، وتدّعي الصين أنه يعود بمعظمه لها، وهو ما يرفضه حلفاء الولايات المتحدة في هذه المساحة البحرية.

وفي السياق، وضع قائد «قيادة المحيطين الهندي والهادئ» الأميركية، الأدميرال فيليب دافيدسون، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أمس، تحركات الجيش الصيني وتعزيزاته في المنطقة، في خانة التموضع «العدواني». وأعرب الأدميرال الأميركي عن قلقه من التحركات الصينية، ورأى أنها تصب في سياق «طموحاتهم (…) للحلول مكان الولايات المتحدة ودورنا القيادي القائم على القواعد الدولية».

وتوقّع قائد المنطقة التي تمثّل ساحة الاشتباك المباشر بين الولايات المتحدة والصين، أن يتحرك الجيش الصيني للسيطرة على تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، خلال «السنوات الست القادمة». وأبلغ دافيدسون أعضاء مجلس الشيوخ أن «الخطر» على تايوان، المنفصلة عن الصين منذ العام 1949، يتزايد، فيما قُدرة الجيش الأميركي على الردع «تتآكل». وفي معرض رده على سؤال إن كان من المفترض على الولايات المتحدة أن تدافع عن تايوان، الحليفة للولايات المتحدة، اعتبر الأدميرال الأميركي أن عدم التحرك سيُضر بـ«المكانة الدولية للولايات المتحدة وبمصداقياتها كشريك دفاعي».

واليوم، ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، على الأدميرال الأميركي، إذ طالبه بـ«التّخلي عن ذهنية الحرب الباردة»، معتبراً أن «البعض في الولايات المتحدة يصرّ على استخدام قضية تايوان للمبالغة في تهديد الصين العسكري». ورأى تشاو لي جان أن الولايات المتحدة «تبحث عن ذريعة لزيادة إنفاقها العسكري، وتعزيز قوتها العسكرية والتدخل في الشؤون الإقليمية».