في أول خطاب رسمي، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، هاجم دونالد ترامب عهد جو بايدن وأخذ على عاتقه «إعادة شدّ روابط» الحزب الجمهوري. كذلك، كرّر مزاعمه بشأن التلاعب بنتائج الانتخابات الأخيرة، ملمّحاً إلى إمكانية ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024. ولدى سؤاله عن رغبته في تأليف حزب ثالث، نفى الرئيس السابق هذه الأخبار، مشدّداً على ثقته في مستقبل الحزب الجمهوري
أمام حشد من المحافظين ألقى الرئيس السابق، دونالد ترامب، أمس، أول خطاب رسمي له منذ مغادرته البيت الأبيض. وخلال مشاركته في «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، هاجم ترامب الرئيس الحالي، جو بايدن، قائلاً: «الشهر الأول من عهد بايدن كان كارثياً أكثر من عهد أيّ رئيس سابق في التاريخ المعاصر»، مندّداً بسياسات الرئيس الحدودية وبانقلابه على أوامره التنفيذية وسياسته المتعلّقة بالطاقة. وكرّر ترامب مزاعمه عن تزوير نتائج الانتخابات الأخيرة، مشدّداً على ضرورة «معالجة آلية الانتخابات الفاسدة في البلاد». كذلك، كرّس جزءاً مهمّاً من خطابه، الذي دام 90 دقيقة، للإشادة باستجابته لوباء «كورونا» «الشبيه بالمعجزة الطبية»، منتقداً استمرار الإدارة الجديدة في قرار إقفال المدارس.
من جهة أخرى، نفى ترامب الأخبار المتداولة عن رغبته في تأليف حزب ثالث جديد، متعهّداً بجعل الحزب الجمهوري قوياً وموحّداً مرة أخرى، وملمّحاً في الوقت ذاته إلى رغبته في الترشّح للانتخابات الرئاسية في عام 2024.
نفى ترامب الأخبار المتداولة عن رغبته في تأليف حزب ثالث جديد


ومن هذا المنطلق، تعهّد بمساعدة الجمهوريين على استعادة الأكثرية في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، عام 2022. وفيما يسعى ترامب إلى بلورة آلية رسمية تعزّز حظوظ مرشّحيه في الانتخابات الجمهورية الأولية، إلّا أنّه لا يخفي رغبته بمعاقبة الجمهوريين الذين انتقدوه خلال الأشهر الماضية. وفي هذا الإطار، كان قد أعلن، يوم الجمعة، عن دعمه للمساعد السابق في البيت الأبيض، ماكس ميلير، كمرشح أولي ضدّ النائب السابق، أنتوني غونزاليس، الذي كان من ضمن الجمهوريين العشرة الذين أدانوه، خلال محاكمته الأخيرة في مجلس الشيوخ، على إثر اقتحام مناصريه مبنى الـ«كابيتول». وقام ترامب بتسمية هؤلاء النواب واحداً واحداً، مؤكّداً دعم جميع المرشّحين الذين سينافسونهم مستقبلاً، وسط تجاوب كبير من الجمهور معه.
خُطط ترامب تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فهي تشمل إنشاء لجنة عمل سياسي «خارقة» تهدف إلى جمع تبرّعات ضخمة جداً للشركات والأفراد. وقد لفت إلى إمكانية صياغة مسودّة تتضمّن نقاطاً أساسية لسياسة «أميركا أولاً»، يمكن للجمهوريين توقيعها تأكيداً على ولائهم لقيادته.
وسبق صعوده إلى المسرح استطلاع رأي أفاد بأنّ 55% من الحضور سيصوّتون له، في حال ترشّحه للانتخابات المقبلة. وجاء حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتس، في المرتبة الثانية بنسبة 21%. ونال هذا الأخير، بعد إزالة احتمال ترامب، موافقة 49 % من الحاضرين. كذلك، صوّت 95% منهم على ضرورة اصطفاف الحزب الجمهوري خلف ترامب.
في هذه الأثناء، تجاهل البيت الأبيض الخطاب. وقال المتحدث باسمه، مايكل جوين: «فيما يتحدّث الحزب الجمهوري عن مستقبل مسيرته، سيبقى تركيز الرئيس (جو) بايدن منصبّاً على القضاء على الفيروس وإعادة فتح المدارس وإعادة الأميركيين إلى أعمالهم».