إجراء جديد اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول الهجرة، إذ قرّر اليوم تعليق منح البطاقات الخضراء وبعض تأشيرات العمل حتى نهاية العام، باسم مكافحة البطالة. ولمواجهة التسريح الضخم لملايين العمال من الوظائف بسبب تدابير العزل للحد من انتشار وباء «كوفيد 19»، كان الرئيس الجمهوري قد قرّر قبل شهرين تعليق إصدار «البطاقات الخضراء» لمدة 60 يوماً، والتي تمنح حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، من دون المساس بتأشيرات العمل المؤقتة.ووفق مسؤول أميركي، فإن الأمر التنفيذي المنتظر «سيمدّد الحظر المفروض على منح تأشيرات جديدة للعمل في الولايات المتحدة حتى نهاية العام وتوسيع نطاقه ليشمل تأشيرات اتش1 ـ بي الرائجة في قطاع الصناعات التكنولوجية».
كذلك، سيشمل القرار تأشيرات «اتش2 ــ بي»، الخاصة بذوي المهارات المتواضعة (باستثناء العاملين في الصناعة الغذائية) وتأشيرات «جاي» التي تُمنح للأكاديميين والباحثين، إضافة إلى تأشيرات «إل» التي تعتمدها الشركات لنقل عمال مقيمين خارج البلاد إلى مقارّها في الولايات المتحدة. وأوضح المسؤول أن هذا «التعليق» سيمنع 525 ألف أجنبي من الدخول إلى الأراضي الأميركية وتخصيص وظائفهم للأميركيين».
وأكد المسؤول أنّ تجميد إصدار تأشيرات «اتش1 ـ بي» هو تدبير مؤقت بانتظار إعادة هيكلة برنامج الهجرة برمته «إلى منظومة تعطي الأولوية للعمال الأجانب الأكثر قيمة». وقال إنّ ترامب «سيعطي الأولوية لأولئك العمال الذين ستُعرض عليهم الرواتب الأعلى» كمؤشّر على أنهم قادرون على إعطاء قيمة مضافة للاقتصاد الأميركي.
يٌذكر أن هذا القرار أُعلن عنه بعد أيام من التجمّع الانتخابي المخيّب للآمال الذي عقده في تولسا بولاية أوكلاهوما السبت الفائت، وسط تدهور في سوق العمل وارتفاع وفيات «كوفيد 19»، والتظاهرات الضخمة ضد عنف الشرطة. واليوم، يتوجه ترامب إلى مدينة يوما في ولاية أريزونا للاحتفال بانتهاء أعمال بناء «200 ميل» (322 كيلومتراً) من الجدار الذي أمر ببنائه على الحدود مع المكسيك «لوقف» الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتّحدة.

الجمهوريون بين التأييد والانتقاد
وصف السيناتور الجمهوري تيد كروز، قرار ترامب بـ«العمل المهم». لكنّ انتقاداً برز من المعسكر «الجمهوري» ذاته بشكل مفاجئ وخصوصاً أنه صدر عن السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام، الذي هو عادة من المؤيدين المتحمسين لترامب، معتبراً أن قرار الرئيس سيكون «عبئاً على تعافينا الاقتصادي».
أما المنتقدون فلا يرون من هذا الإجراء سوى محاولة من قبل ترامب لاستقطاب أصوات انتخابية في ظل تراجع غير مسبوق لشعبيته أمام منافسه «الديمقراطي» جو بايدن. وكان موقف الشركات الكبرى ومن بينها شركات التكنولوجيا الكبرى في ذات الاتجاه، إذ أعربت إلى جانب غرفة التجارة الأميركية عن خشيتها من أن تعليق تأشيرات الدخول سيخنق تعافي الاقتصاد من الأضرار التي لحقت به من فيروس «كورونا».

ترامب يأمر بملاحقة «مخرّبي التماثيل»
بعد الاشتباكات التي اندلعت أمس بين الشرطة والمتظاهرين بعد محاولتهم إسقاط تمثال الرئيس الأميركي الأسبق، أندرو جاكسون، بالقرب من البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، أصدر ترامب اليوم قراراً يسمح للسلطات باعتقال وملاحقة أي شخص يتورط في تخريب وتدمير التماثيل التاريخية، مع فرض عقوبة تصل مدتها إلى 10 سنوات بالسجن.
وعبر «تويتر» قال ترامب:«سمحت للحكومة الفيدرالية باعتقال أي شخص يخرب أو يدمر أي نُصب أو تمثال أو ممتلكات فيدرالية في الولايات المتحدة، مع فرض عقوبة سجن تصل إلى 10 سنوات، وفقاً لقانون حماية ذكرى المحاربين وغيره من القوانين ذات الصلة».
وأضاف: «هذه الخطوة تدخل حيز التنفيذ فوراً، لكن يمكن تطبيقها أيضاً بأثر رجعي للتعامل مع حوادث تدمير وتخريب حدثت بالفعل. ولن تكون هناك استثناءات». وشهدت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، حوادث تدمير وتخريب لتماثيل وُصفت بأنها رمز للعنصرية، بالتزامن مع الاحتجاجات التي اندلعت في كلّ الولايات، على خلفية مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس.
ودمّر المحتجون تمثالاً لفرانسيس سكوت كي، الذي كتب النشيد الوطني الأميركي وكان من مالكي العبيد، كما استهدفوا العديد من التماثيل الأخرى لرؤساء ورموز للولايات المتحدة.