«'أريد منك التوجه فوراً إلى حيفا والتأكد من أنه تتم معاملة العرب الذين بقوا في حيفا بصورة جيدة. أريد منك أيضاً أن تحاولي إقناع العرب المتواجدين على الشاطئ بالعودة إلى منازلهم. عليك إفهامهم أنه لا يوجد هناك ما يخشونه'، وهكذا، ذهبت على الفور. جلست على الشاطئ هناك وتوسلت إليهم بالعودة إلى منازلهم… توسلت إليهم حتى استنفدت قواي، ولكن ذلك لم ينجح». هذا الكلام كتبته غولدا مائير في مذكراتها، وقالت إن بن غوريون، طلب منها فعل ذلك. لكن بن غوريون كتب رسالة في 2 حزيران 1948 وجهها إلى آبا حوشي، أمين عام مجلس عمال حيفا في ذلك الوقت، والذي شغل بعد ذلك منصب رئيس بلدية حيفا بين 1952 و1969، قال لها من ضمن ما قاله: «وصل إلى مسامعي أن السيد ماريوت [يشير بن غوريون هنا إلى سيريل ماريوت، القنصل العام البريطاني في حيفا في ذلك الوقت] يعمل على إعادة العرب إلى حيفا. لا أعرف ما يعنيه السيد ماريوت بهذا العمل – ولكننا غير معنيين بعودة العدو حتى نهاية الحرب، وعلى كل المؤسسات العمل وفقاً لهذه السياسة».
بن غوريون صادق في رسالته، فهذا ما مارسته عصاباته، في قتلها وتجزيرها وتهجيرها للشعب الفلسطيني من حيفا ومن بقية فلسطين. وهذا ما تفعله حتى اليوم، بممارسة القتل اليومي في أنحاء فلسطين، فبينما تكتب هذه المادة، ترمي إسرائيل الموت على قطاع غزة، كما رمته على لبنان في حرب تموز 2006، وفي «عناقيد الغضب» 1996، وفي «بحر البقر» في مصر 1970، وفي الجولان السوري المحتل، وفي وفي…
وبن غوريون كاذب كبير، فقد قال بعد حرب حزيران 1967، من مستعمرة «سدي بوكر» في النقب، التي سكنها حتى موته: «لو كان يمكنني الاختيار بين السلام وبين جميع الأراضي التي سيطرنا عليها في العام الماضي، لكنت اخترت السلام»، لكن كان لديه استثناءان: «القدس ومرتفعات الجولان». هذا السلام الذي تحدث عنه، كان يريده بن غوريون، ليمرر خديعة جديدة، يعلم أن العالم على استعداد لقبولها والسير في ركبها، بأن إسرائيل داعية للسلام.
تلك الخديعة مستمرة، من أول صهيوني، حتى نتنياهو ومن سيأتي بعده، وما بينهم وعلى رأسهم إسحاق رابين، الذي وقع اتفاق «السلام» المسمى «أوسلو». ولعل ما يجعلها أضحوكة، أن مشروع إسرائيل الإبادي، لم ينجح، والشعب الفلسطيني على قيد وجوده يواجه بكل شيء لديه، وبعض مما لديه رصاص وصواريخ، وبعض مما لديه أطفال تولد فلسطينية، وشعوب حول العالم تؤمن بأن فلسطين فلسطين، وليست إسرائيل.
بن غوريون صادق في رسالته، فهذا ما مارسته عصاباته، في قتلها وتجزيرها وتهجيرها للشعب الفلسطيني من حيفا ومن بقية فلسطين. وهذا ما تفعله حتى اليوم، بممارسة القتل اليومي في أنحاء فلسطين، فبينما تكتب هذه المادة، ترمي إسرائيل الموت على قطاع غزة، كما رمته على لبنان في حرب تموز 2006، وفي «عناقيد الغضب» 1996، وفي «بحر البقر» في مصر 1970، وفي الجولان السوري المحتل، وفي وفي…
وبن غوريون كاذب كبير، فقد قال بعد حرب حزيران 1967، من مستعمرة «سدي بوكر» في النقب، التي سكنها حتى موته: «لو كان يمكنني الاختيار بين السلام وبين جميع الأراضي التي سيطرنا عليها في العام الماضي، لكنت اخترت السلام»، لكن كان لديه استثناءان: «القدس ومرتفعات الجولان». هذا السلام الذي تحدث عنه، كان يريده بن غوريون، ليمرر خديعة جديدة، يعلم أن العالم على استعداد لقبولها والسير في ركبها، بأن إسرائيل داعية للسلام.
تلك الخديعة مستمرة، من أول صهيوني، حتى نتنياهو ومن سيأتي بعده، وما بينهم وعلى رأسهم إسحاق رابين، الذي وقع اتفاق «السلام» المسمى «أوسلو». ولعل ما يجعلها أضحوكة، أن مشروع إسرائيل الإبادي، لم ينجح، والشعب الفلسطيني على قيد وجوده يواجه بكل شيء لديه، وبعض مما لديه رصاص وصواريخ، وبعض مما لديه أطفال تولد فلسطينية، وشعوب حول العالم تؤمن بأن فلسطين فلسطين، وليست إسرائيل.