يشهد قطاع غزة، في الآونة الأخيرة، إقبالاً ملحوظاً على مراكز التجميل، التي باتت تستقبل مئات الراغبين في إجراء عمليات هذا النوع، على رغم أن تكلفتها، التي تُعدّ بسيطة إذا ما قورنت بما هو سائد في الخارج، تبدو مرتفعة مقارنة بالقدرات المعيشية للغزّيين. ويفيد استشاريّ جراحة التجميل والليزر، الطبيب جلاء التلمس، في حديث إلى «الأخبار»، بأن المركز الخاص به «يجري عمليات تجميل وترميم بجميع أنواعها»، موضحاً أن «أكثر العمليات التي يجريها هي تجميل الأنف وشفط الدهون». ويبيّن أنه «يتمّ إجراء عمليات تجميل أنف حوالي مرّتين في الأسبوع، بالإضافة إلى عمليات شفط الدهون وشدّ البطن والجفون وتجميل الأذن وحقن الدهون»، مشيراً إلى إجرائه أيضاً «عمليات ترميم الشفة وسقف الحلق والإصابات التي تحصل بعد الحروب». ويضيف أن «عمليات الليزر منتشرة لدينا كذلك بجميع أنواعها، من إزالة الجروح والحروق والندبات والوحمات الخَلْقية بالإضافة إلى إزالة الشعر، كلّها موجودة في قطاع غزة الآن».ويلفت التلمس إلى أنه «عندما بدأنا العمل في مركز جراحة التجميل والليزر الخاص بنا منذ 20 عاماً، كان العمل خفيفاً والناس متخوّفين من أن يحضروا جراحة تجميل»، مستدركاً بأنه «بعد 6 سنوات، بدأ الناس يعرفون أن هناك عمليات تتمّ وباتت الثقة متواجدة، خصوصاً أن تكاليف عمليات التجميل في غزة ليست كما الخارج». لكن الطبيب يشتكي من قلّة عدد المتخصّصين في مجال التجميل في غزة، حيث لا يوجد أكثر من 5، معتبراً أن السبب في ذلك غير معروف، مُطالباً الدول بـ«فتح أبوابها للغزّيين لدراسة تخصّص جراحة التجميل، لأن قطاع غزة بحاجة إليه خصوصاً في ظلّ الحروب المتعاقبة»، التي ظلّت عمليات التجميل في القطاع لعقود، مقتصرة على إصلاح التشوّهات الناتجة منها، مثل الحروق البالغة والكسور.
مع أن التكلفة تُعدّ بسيطة إذا ما قورنت بالخارج، لكنها مرتفعة مقارنة بقدرات الغزّيين


وعن ماهية عمليات التجميل، يبيّن التلمس أن «جراحة تجميل الأنف ترتكز على إصلاح كسر قديم أو اعوجاج أو تضخّم»، لافتاً إلى أن المواطنين «كانوا متخوّفين منها في السابق، لكن العملية آمنة وليست هناك أيّ مشاكل». وبالنسبة إلى عملية شفط دهون البطن، يشير الطبيب إلى أن «الناس لديهم مخاوف أيضاً من إجراء هذه العمليات جرّاء أخبار وأحاديث سمعوها عنها، لكنها بالفعل عمليات آمنة، وأجرينا الكثير منها». وعن مدّة العمليات التجميلية، يوضح التلمس أن «تجميل الأنف يستغرق من ساعة ونصف ساعة إلى ساعتين، فيما يستغرق شفط الدهون ثلاث ساعات». ويفيد بأن «أغلب العمليات المطلوبة في غزة هي شفط الدهون، وخاصة عند الإناث، لسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى شدّ البطن، يليها تجميل الأنف بسبب تشوّه خَلقي أو إصابات، وبَعده تجميل الأذن وشدّ الجفون، ثمّ تكبير الصدر، وأخيراً تصغير الأذن». كما يبيّن أن «عمليات الترميم التي تحصل بعد الحروق هي عمليات إصلاح وليست تجميلاً، شأنها شأن عمليات الليزر لإزالة الندبات والتشوّهات التي تحصل بعد الإصابات».