«لأن العمال الأفارقة ما زالوا ينعتون بالفحمة والعبد في شوارع لبنان، والآسيويين ما زالوا يسمّون بجاكي شان وبروس لي، والعمال العرب ما زالوا يسمون بالمخابرات والـ«طالعة ريحتهم»؛ لأنّ الدولة اللبنانية ترفض أن تشرّع قوانين تحمي العاملات والعمال الأجانب (...) حيث بعض المجتمع اللبناني ما زال يمارس عنصرية القرون الوسطى على الوافدين/ات...»، سيشهد الأحد 29 نيسان (أبريل) الجاري تظاهرةً احتجاجيّة فريدة.
«حركة مناهضة العنصريّة» وجّهت الدعوة على فايسبوك إلى الاحتفال بعيد العمّال، تكريماً لمن يربون أولادنا، وينزهون كلابنا، ويحرسون أبنيتنا، ويبنون الأبراج الشاهقة التي ترتفع في عاصمتنا. هذا العيد ليس عيداً للعمال اللبنانيين فقط، بل هو يوم لكلّ كادح يتعب لتأمين لقمة عيشه. من أحقّ بالاحتفال بهذا اليوم في لبنان من العاملات في الخدمة المنزليّة مثلاً؟ هذا ما فكّرت به الحركة بالشراكة مع جمعيّات «كفى»، و«نسويّة»، و«إنسان»، و«الرعاية الرعوية للمهاجرين الأفارقة والآسيويين PCAAM» التي ستنظّم تظاهرة تطالب بإلغاء نظام الكفالة الشبيه بأنظمة الاستعباد.
ممثلون عن الجاليات السيرلنكية، والإثيوبية، والبنغلاديشية، والفيليبينية، والسودانية، والمدغشقريّة، أعدّوا برنامجاً فنياً سيتقدّم المسيرة التي تنطلق أمام مطعم مخلوف (الدورة) ظهر الأحد باتجاه ساحة كنيسة القديس يوسف في مونو (الأشرفية). من تقاليد بلادهم المختلفة، سيقدّم المشاركون عروضاً موسيقية وأدائية وراقصة، ستحوّل شوارع العاصمة كرنفالاً من الألوان. سيحملون أعلامهم الوطنيّة، ويعزفون موسيقاهم التراثيّة، ويقدّمون مأكولات تمثّل ثقافة بلادهم. العمال والعاملات سيحتفلون بأنفسهم إذاً. سيقولون للمجتمع اللبناني، نحن لسنا عبيداً، ولا بشراً من الدرجة العاشرة، بل كائنات آتية من بلدان ذات حضارات عريقة، يعود تراثها وتاريخها إلى آلاف السنين.
المسيرة حازت اهتمام مجموعة كبيرة من المثقفين والأكاديميين والفنانين اللبنانيين من بينهم جوسلين صعب، وجبور دويهي، وحازم صاغية، وهيام يارد، ونبيل الأظن... وقّع هؤلاء عريضةً تدعو إلى المشاركة في التظاهرة. وفي بيان أصدروه أمس، انطلق الموقعون من حادثة الضرب والسحل التي تعرّضت لها عالم أساشا أمام سفارة إثيوبيا للتذكير بأنّ «المئات من عاملات المنازل هن ضحايا العنصرية والزينوفوبيا والعنف اللفظي والجسدي».
نادين معوّض من «حركة مناهضة العنصريّة» لفتت في اتصال مع «الأخبار» إلى أنّ وفاة عالم أساشا المأساوية، شكّلت هزّة في الوعي اللبناني. ولفتت إلى أنّ الاحتفال والمسيرة يوم الأحد المقبل، ستكون مخصصة لتكريم العمال الأجانب كي يظهر هؤلاء جوانب من حضاراتهم وثقافتهم الغنيّة. تقول نادين «إلغاء نظام الكفالة الذي يعدّ السبب الأساسي في الظلم اللاحق بالعمال الأجانب، لا يتمّ بتغيير الإجراءات القانونيّة فقط بل من خلال تغيير العقليات قبل كلّ شيء».

النص الكامل للبيان