صباح أمس، استفاق سكّان منطقة الدورة في بيروت على ملصق كبير عُلّق على جسر المشاة، الذي استُحدث منذ حوالى سنة للوصول إلى المجمّع التجاري City Mall. كُتب على الملصق بالأحرف الإنكليزية A Very illogical Bridge Ahead بما معناه أنّ المارة سيُصادفون جسراً غير منطقي... فمَن هو هذا المشاكس الذي جاء يرمي بحصاة في المياه اللبنانية الراكدة؟ إنّه بكل بساطة «نيدوارد التاسع»، الذي حطّ رحاله في بلاد الأرز! «الأخبار» تمكّنت من التواصل مع الشاب المسؤول عن تعليق الملصق، الذي يعرّف نفسه بأنّه «الملك نيدوارد التاسع» ولا علاقة له بمجموعة Anonymous.
ويؤكد أنّ «المُلصق يُمثّل بداية لسلسلة حملات ستطاول مختلف أرجاء العاصمة، للتعبير عن الغيظ والغضب من الشوائب التي تعمّ لبنان»، أولاها سوء تصميم هذا التقاطع، حيث «استُحدث جسر وسط الأوتوستراد، يسبّب إرباكاً وزحمة سير خانقة» من أجل تسهيل الوصول إلى المجمّع.
وللملك نيدوارد التاسع قصة يرويها لـ «الأخبار». كان في السابق ملك «مملكة شيء مختلف كلياً»، قبل أن يخلعه شقيقه عن العرش لأنّه لا يصلح للحكم، فهو غير مؤمن بالسياسة والدين، بل «بالحبّ والضحك والموسيقى». نُفي ملكنا إلى لبنان، ذلك البلد المهووس بأكثر أمرين يكرههما نيدوارد: السياسة والدين. يرى صديقنا أنّ «الحرية الفردية دينه، فيما الأديان فلسفة الحياة، ويجب أن تبقى كذلك، ولا تتدخل في المجتمع إطلاقاً».
هكذا، قرّر التمرّد على كل هذه العبثية عبر فنون الشارع. «يحذّرنا» منذ الآن بأنّ كلّ المناطق والشوارع ستكون تحت رحمته! سيرسم على الجدران، وفي الساحات، وعلى الطرقات كل أفكاره واعتراضاته وقناعاته، وينشرها أيضاً على شبكات التواصل الاجتماعي، التي يعي تأثيرها داخل المجتمع اللبناني. فبرغم إزالة الملصق عن الجسر بعد ظهر أمس، إلا أنّه انتقل بسرعة البرق إلى صفحات الفايسبوك. «ملكنا» يدعو الجميع إلى حذو حذوه، وتنصيب أنفسهم ملوكاً يرفضون التبعية السياسية والدينية العمياء، ويعلن منذ الآن أنّ حملته المقبلة ستتركّز على الألوان التي أفرغها اللبنانيون من جمالها، ووظّفوها في انتماءاتهم الحزبية والطائفية الضيقة.
http://www.facebook.com/KingNedwardTheNinth