القاهرة | زيارة مفاجئة لم يُعلن عنها إلا بعد انتهائها. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قام بجولة في شبه جزيرة سيناء، لم تكن مدرجة على جدول الأعمال الرئاسي، برغم وجود جزء معلن فيها على المستوى الرسمي وهو افتتاح مقر قيادة قوات شرق قناة السويس. والزيارة الرئاسية التي شارك السيسي فيها رئيسُ الحكومة المصرية وعدد من الوزراء، لم تنقلها كاميرات التلفزيون على الهواء مباشرة كما جرى العرف في الفترة الأخيرة.
زيارة السيسي للجبهة السيناوية لم تعلن كل تفاصيلها في البيان الرسمي الصادر عن الرئاسة المصرية، أمس، لكن المعلومات المتوافرة أشارت إلى أنّها شملت تفقداً للمشهد العام أعلى سيناء بالطائرة، التي قال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّها حطت في قاعدة عسكرية بالقرب من العريش، التقى خلالها مع بعض الضباط والجنود قبل أن يغادر سريعاً، وهو ما رفض مصدران عسكريان آخران تأكيده أو نفيه.
ظهر واضحاً في الصور التي خرجت من الرئاسة المصرية تهميش وزارة الداخلية في ما يتعلق بإدارة «العملية الشاملة ــ سيناء 2018»، فوزير الداخلية وقف خلف القادة العسكريين الذين تقدمهم وزير الدفاع ورئيس الأركان لشرح طبيعة العملية العسكرية على أرض الواقع للسيسي، بينما وقف وزير الداخلية مرتدياً الزي المدني في الخلف بعيداً عن الصورة، على الرغم من أن قواته مشاركة في العملية العسكرية.
تهميش وزارة الداخلية من المشهد السيناوي، عبر إقصاء قياداتها، بمن فيهم الوزير نفسه، برز منذ اليوم الثاني للعملية العسكرية، بعدما طلبت القوات المسلحة من وزارة الداخلية عدم إصدار أيّ بيانات بشأن مجريات «المواجهة الكبرى للجماعات التكفيرية».
وجاء هذا الطلب بعد بيان أصدرته وزارة الداخلية عن مقتل عناصر إرهابية، قال شهود عيان إنهم كانوا مختطفين في فترات سابقة، فيما باتت البيانات الرسمية تخرج فقط من المتحدث العسكري، سواء في الصحافة أو البلاغات المتلفزة التي تذاع في الصباح الباكر كل يوم.
وافتتح السيسي خلال زيارة مدن القناة مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وهو المقر الذي يتم تحريك القوات من خلاله ضمن عمليات مركزية يكون فيها رئيس الأركان موجوداً على مدار الساعة، فيما تعتبر الزيارة هي الثانية للسيسي لمتابعة العملية الشاملة بعد زيارة قام بها مع انطلاق العمليات قبل 17 يوماً لمقر القيادة العسكرية بالقاهرة.
السيسي أكد أن افتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب يأتي في إطار «التطوير والتحديث الشامل لقدرات القوات المسلحة، بما يمكنها من مواصلة دورها المقدس في حماية الوطن بأعلى درجات الكفاءة».
الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، قدم عرضاً لنتائج العملية العسكرية على مدار الأيام الخمسة عشرة الماضية، وما «حققته من إنجازات لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية»، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على شبه جزيرة سيناء، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، وتهيئة المناخ الملائم لمواصلة تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبناء سيناء.
السيسي طالب القوات خلال الزيارة بمواصلة بذل أقصى الجهد من أجل مصر، مؤكداً على ثقته في قدرة قواته المسلحة على حماية مصر والقضاء على جميع مظاهر ترويع المواطنين أو إرهابهم.
الرئيس المصري أكد أن عملية التنمية الشاملة في سيناء بدأت بالفعل منذ عام ٢٠١٤ ومستمرة حتى عام ٢٠٢٢، مشيراً إلى أن تكلفة تنمية سيناء وتطويرها ستصل إلى إجمالي ٢٧٥ مليار جنيه (حوالى ١٥ مليار دولار)، وهو رقم ضخم يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة في توفيره.