لم يكن توصيف مباراة السلام زغرتا والنجمة في ختام الأسبوع 18 من الدوري اللبناني لكرة القدم بـ«موقعة» الأسبوع مبالغاً فيه. فمن حضر اللقاء في ملعب المرداشية أو على شاشة التلفزيون، شاهد مباراة من العيار الثقيل انتهت لمصلحة السلام 3 - 1. نتيجة عادلة لصاحب الأرض وللضيف، وعادلة للدوري اللبناني وترتيبه العام، وعادلة لمبدأ أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة مع وجود ركلة جزاء للنجمة لم يحتسبها الحكم العراقي زيد محمد.
وعادلة لجلسة الاتحاد اللبناني اليوم التي ستشهد نقاشاً طويلاً حول أمورٍ حصلت في الأسبوع الـ 18.
فاز السلام عن استحقاق وجدارة، وتلقى النجمة خسارة مستحقة. أثبت الزغرتاويون أنهم «عقدة» النجمة في الفترة الأخيرة، إذ فازوا ذهاباً 2 - 1، فكرروا الفوز بنتيجة أعلى وفوز أكبر، وكان من الممكن أن تكون النتيجة أعلى من التي انتهت عليها لولا حارس النجمة عباس حسن الذي أنقذ فريقه من خسارة مذلة حين تصدى بإعجاز لعدد من الكرات الزغرتاوية، مثبتاً أنه أفضل حارس في الدوري في مرحلة الإياب. فشل النجمة في استحقاق مهم لانتزاع الصدارة، ومن يريد اعتلاءها لا يمكن أن يقع في أخطاء دفاعية قاتلة. ومن يريد البطولة لا يمكن أن يهدر فرصة ثمينة سنحت في ظل ظروف خاصة شهدها الأسبوع 18.
النجمة خسر المباراة، وخسر فرصة إحداث تغيير كبير في شكل المنافسة مع العهد، لكنه كسب نجماً للمستقبل هو علي الحاج. لاعب دخل في الشوط الثاني من اللقاء، فخطف الأضواء وقدّم نفسه مكسباً كبيراً للنجمة بشرط أن يتم التعامل بهدوء وعقلانية مع موهبته ومشروع نجوميته كي تبقى "أقدامه على الأرض". فالطريق لا يزال طويلاً أمام نجل مدير الكرة في النادي جمال الحاج، ولا يمكن لمباراة واحدة أن تصنفه نجماً. هو موهبة لا أكثر ولا أقل تحتاج الى الكثير من الحنكة للتعامل معها. السلام من جهته، كان عبارة عن مجموعة نجوم، على رأسهم الموريتاني أمادو نياس الذي سجّل هدفين وصنع ثالثاً لمحمود الزغبي. وما يسجّل للسلام قدرته على استيعاب صدمة هدف التقدم النجماوي عبر النيجيري كبيرو موسى، وصحيحٌ أن نياس استفاد من خطأين قاتلين لقاسم الزين وماهر صبرا في الهدفين الأولين، إلا أن "نفاثة" السلام قدم مباراة العمر واستحق أن يكون لاعب الأسبوع. قبل موقعة زغرتا كان الشباب العربي يسقط أمام مضيفه التضامن صور 0 - 1 في صور سجله الغاني كوفي يبواه. خسارة حرمت الشباب العربي من تخطي النبي شيت، لكنها كانت وساماً على صدر مدربي الفريقين جمال طه من التضامن ومالك حسون من الشباب العربي. فهما مع المدرب المساعد في الشباب العربي سامي الشوم ابناء الأنصار السابقين وزملاء الأمس، لكن هذا لم ينسحب على اللقاء ففاز التضامن في وقت كان الشباب العربي فيه بأمس الحاجة للفوز. يوم السبت كان ممتازاً لفريق الراسينغ طرابلس، وسيئاً للإصلاح البرج الشمالي والنبي شيت.

ارتكب مدافعو
النجمة أخطاء قاتلة كلفتهم غالياً
فالأول حقق فوزاً مطمئناً على مضيفه الإصلاح 1 - 0 على ملعب صور، سجّله قائد الفريق سيرج سعيد من تسديدة بعيدة أخطأ حارس الإصلاح في التعاطي معها لتدخل مرماه في الدقيقة 28. فوز أراح الراسينغاويين وقرّبهم من المنطقة الدافئة في الترتيب، وهو فوز طال انتظاره من قبل «الأبيض» بعد تسع خسائر متتالية (ثماني في الدوري وواحدة في الكأس). لكنه فوز قد يكون الأهم كونه يبعد شبح الهبوط عن الفريق، هذا الشبح الذي يبدو أنه "تلبّس" الصوريين بشكل كبير قبل أربع مراحل على انتهاء البطولة. فالإصلاح بقي في المركز الأخير ولم تنفع الاجتماعات ولا الوعود للاعبين قبل المباراة في إحداث صدمة إيجابية، فخسر الفريق ودخل أكثر في النفق المظلم.
هذا النفق الذي يبدو أن فريق النبي شيت يقترب منه بعد الخسارة الكبيرة أمام مضيفه طرابلس 0 - 3 على ملعب طرابلس البلدي. فوز صنعه الغاني عبد العزيز يوسف بتسجيله هدفين، وساهم فيه قائد الفريق أبو بكر المل من ركلة جزاء. وهو الفوز الثاني للمدرب موسى حجيج مع فريقه منذ تسلمه التدريب في مرحلة الإياب وهو يتشابه مع أهمية الفوز الراسينغاوي، كونه يبعد ممثل الشمال الأول عن دوامة الهبوط.
الخيبة لدى الفريق البقاعي عدم نجاح مدربه الجديد والرابع هذا الموسم غسان الأحمد في تحقيق نتيجة إيجابية في أول مباراة له مع الفريق هذا الموسم. لكن هل تعني الخسارة أن الأمل مفقود في النبي شيت؟ «بالطبع لا»، يقول الأحمد لـ«الأخبار» فالفريق لديه حظوظ بالبقاء كونه يملك مباراة مؤجلة مع الصفاء على أرضه، اضافة الى مباراتين أخريين مع الشباب العربي والراسينغ، مقابل مباراتين في صور مع التضامن والإصلاح في الأسبوع الأخير من الدوري. هذا الأمر يبدو مريحاً لمدرب النبي شيت الذي يعترف بأن فريقه كان سيئاً أمام طرابلس لأسباب عديدة. «أولها غياب لاعبين أساسيين كالثنائي التوغولي غناما أكاتيه واللبناني ابراهيم أبو حمدان الموقوفان واللذان يعودان هذا الأسبوع بعد انتهاء فترة إيقافهما (لكنهما سيغيبان عن لقاء الصفاء كونه كان مقرراً ضمن فترة إيقافهما). أضف الى ذلك ضعف اللياقة البدنية عند اللاعبين، وهو ما لمسته في الشوط الثاني الذي يكشف مستوى الحضور البدني عند اللاعبين».
ويتحدث الأحمد عن خيار تدريب النبي شيت في هذه الفترة الحرجة جداً. «هو سيف ذو حدين، إما أن يتحوّل الى محرقة لي أو يعيدني الى الأضواء في حال نجاحي في إبقاء الفريق في الدرجة، ما ساعد على قبولي وضع الفريق في جدول المباريات المقبلة وإمكانية حصده النقاط من الفرق التي تنافسه على الهبوط، وتحديداً الشباب العربي والإصلاح».