انطلاقاً من قناعته بأنّ العالم العربي أشد ما يكون اليوم بحاجة إلى «الفلسفة الكفيلة ببنائه من جديد وفق مفاهيم جديدة عن الإنسان، والقيم، والسياسة، والاجتماع والدين...»، يواصل ناصيف نصّار (1940) التنقيب في مفاهيم ومبادئ المعرفة والوجود والعمل.

المفكر العقلاني الذي يعد أحد أبرز الفلاسفة المعاصرين، كان من الأوائل الذين كتبوا عن العلمانية قبل أربعين عاماً، بوصفها الدرب «نحو مجتمع جديد»، عنوان كتابه الذي صدر في الستينيات ليدخل لاحقاً كلاسيكيات الفكر السياسي اللبناني. في هذا العمل، وضع نصّار كل نقده لبنية النظام الطائفي اللبناني الذي
يتناسل المشكلات إلى ما لا نهاية. لم ير إمكانية للخروج من النفق إلا باعتماد «العلمانية انتصاراً للعدل» ولبناء مجتمع صحي وسليم. أخيراً، صدر كتاب «النور والمعنى ـــ تأملات على ضفاف الأمل» (دار الطليعة، بيروت 2018) الذي يعدّ استكمالاً لفلسفة الوجود التاريخي التي طرحها في كتابه السابق «الذات والحضور» (2008). هل ثمة معنى لحياة الإنسان لولا الأمل؟ سؤال يطرحه ناصيف نصّار في عمله الذي يتناول معنى الحياة في عالم الإنسان، ويطرح تصوراً فلسفياً محدّداً حول مراتبها والمبادئ التي تقوم عليها.