يعيش نادي «المريميين ـ الشانفيل» لكرة السلة واحداً من أكثر مواسمه استقراراً، على مختلف المستويات. فقد بدأ النادي المتني انطلاقةً جيّدة هذا الموسم مع الرئيس الجديد أكرم صفا، ورئيس لجنة كرة السلّة إبراهيم منسى، وبدعم مستمر من عضو تكتل التغيير والإصلاح، النائب ابراهيم كنعان. وتمكّن الشانفيل بفضل ذلك من تحقيق استقرار إداري ومادّي كبيرين ليكون منافساً فعليّاً على لقب بطولة لبنان بعد غياب دام لأكثر من خمس سنوات، (إذ حقق البطولة الأخيرة له في موسم 2011 – 2012).

خروج النادي من أزماته الماديّة التي استمرت سنوات، عانى خلالها ما عاناه على المستويين الفنّي والإداري، تربطها أوساط رياضيّة بالعلاقة الطيّبة مع التيار الوطني الحر، وتحسّن ظروف التيار سياسيّاً في الفترة الماضية بعد انتخابات رئاسة الجمهوريّة وتشكيل الحكومة الجديدة. يُنظر إلى نادي الشانفيل على أنّه النادي الأقرب إلى التيار في كرة السلّة، كما هو الحال مع غيره من الأندية التي تُحسب على جهات سياسيّة محدّدة. وهذا الأمر ليس غريباً في بلد مثل لبنان. وما يعزّز هذه النظرة قرب النائب كنعان من النادي وتأكيده مراراً أن دعمه للشانفيل ثابت.
وفي وقت يرتبط اسم المدرب الوطني غسان سركيس بشكل كبير بنادي الشانفيل، خصوصاً أنه لم يترك النادي في أصعب الظروف، فإنّ ما حصل على مدى العام الماضي بين سركيس وقيادة التيار يثبّت القناعة بأن العلاقة بين النادي والتيار موجودة. سركيس أعلن قبل حوالى عام استقالته من التيار «على خلفية استدعائه للمثول أمام اللجنة التحكيميّة في الحزب لمخالفته قراراً حزبياً»، ورُبِط حينها طلب الاستدعاء بدعم سركيس لمرشح القوات اللبنانية بيار كخيا في معركة رئاسة اتحاد كرة السلّة، على حساب اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر برئاسة رئيس لجنة المنشآت الرياضية في التيار أكرم حلبي، وهو رئيس لجنة المنتخبات الوطنية الحالي. حينها، أرسَلَ سركيس رسالةً نصيّة إلى رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل، يشرح فيها موقِفَه، معترضاً على عدم سؤاله عن رأيه قبل استدعائه. وبعد أشهر على الخلاف والأخذ والرد على وسائل الإعلام، نَشَر سركيس قبل يومين صورةً عبر حسابه على فايسبوك تجمَعه بالوزير باسيل، معلِّقاً عليها بأن الأمور عادت إلى طبيعتها.
وبعد محاولتنا مرّات عدة التواصل مع المدرب سركيس، نقلت أوساط مقرّبة منه أنه «ثابت على علاقته المميّزة مع التيار الوطني الحرّ والنهج الذي يحمله، كما أنه لم يوافق على عروض قُدمت له من جهات ليست بحالة وفاق مع التيار، للترشّح للانتخابات النيابية المقبلة، لالتزامه بخط التيار».
وفي ظل هذه التطورات، أكّد أمين سر نادي الشانفيل خالد مجاعص في حديث إلى «الأخبار» أنّ «النادي على مسافة واحدة من الجميع، فمشجعو الشانفيل من مختلف المناطق اللبنانيّة ومختلف الفئات». كما قال إن «علاقة النائب كنعان مع النادي نابعة من أنه ابن مدرسة الشانفيل، وأنّ دعمه للنادي هو دعم معنوي أكثر من كونه دعماً مادّياً». وتعليقاً على موضوع الاستقرار المالي والإداري، اعتبر مجاعص أنه «لولا الرئيس أكرم صفا لما كان النادي بهذه القدرة الماديّة القويّة ولا استطاع المنافسة على بطولة الدوري، بل كانت الأمور مشابهة للأعوام الماضية، بميزانية صغيرة لا تمكنّنا من المنافسة على اللقب». وحول موضوع اللجنة الإدارية الجديدة وانسجامها بالعمل، أشار أمين سر النادي المتني أن «صفا ومنسى والنائب كنعان، ومعظم أعضاء اللجنة هم أبناء مدرسة الشانفيل منذ أكثر من أربعين عاماً وهم اتخذوا قراراً بدعم النادي».
مراحل متقلبة تعيشها أندية كرة السلّة اللبنانية على اختلافها، فتتحسن ظروفها في موسم وتتراجع في الآخر، وهي أمور غالباً ما يكون مردّها، بحسب أوساط «سلّوية» في لبنان، إلى الدعم المالي الذي يكون في أحيان كثيرة مستنداً إلى أحزاب وتيارات سياسيّة ورجال أعمال. والأمثلة في هذا الإطار كثيرة، من الرياضي إلى الحكمة وليس انتهاءً بالهومنتمن. في ظلّ غياب سياسات واضحة تحوّل عمل الأندية إلى عمل مؤسساتي يتكامل مع أداء اتحادي جيّد يؤمن الديمومة للأندية وينعكس إيجاباً على المنتخب الذي يتأثر بتبدلات ظروف الأندية.