يوم الخميس الماضي، أطلّ رئيس مجلس إدارة قناة mtv، ميشال المرّ، في الحلقة الأولى من الموسم الجديد من برنامج «حديث البلد» (21:30 ــ تقديم منى أبو حمزة)، ضمن مقابلة مطوّلة هاجم فيها شاشات منافسة (lbci و«الجديد» إضافة إلى «الأخبار») وأعلن فيها عن طموحاته السياسية كما استرسل في الترويج لنفسه ولمحطتّه، سيّما بعد صدور قرار «تبرئته» في قضية التخابر غير الشرعي.

خلال هذا الظهور، «تغنّى» المرّ بأنّ ارتفاع أسعار الإعلانات على mtv مرتبط بتمكّنها من الوصول إلى طبقات اجتماعية ميسورة الحال وتتمتع «بمستوى علمي معيّن»، تعجز باقي المحطات عن الوصول إليها! كلام أحدث تسونامي من التعلقيات الغاضبة والساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لعلّ أبرزها تمثّل في الفيديو الذي نشرته صفحة El 3ama الفايسبوكية الساخرة التي يديرها الشاب غيد شمّاس. على مدى ست دقائق، وإلى جانب السخرية والتقليد اللذين اعتدناهما في الفيديوات التي ينشرها منذ العام 2016، انتقد غيد mtv بشدّة، معتبراً أنّ من يريد تنصيب نفسه «ممثلاً عن أشخاص منفتحين ومتعلّمين ومثقفين» لا يخترع كاركتيرات ساخرة في برنامج «ما في متلو» مثل «وجدي ومجدي» تواظب على «احتقار مجتمع المثليين والمثليات والمتحوّلين والمتحوّلات ومزدوجي الجنس» في لبنان. ورأى أنّ غالبية برامج المحطة مثل «هيدا حكي» و«منّا وجرّ» تعاني من «ضعف في المضمون ونقص في الإبداع في ظل دوران في حلقة مفرغة وتكرار»، آخذاً عليها دفاعها المستميت عن طبيب التجميل نادر صعب مثلاً، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن المواد «السطحية» التي تنشر على صفحات mtv على السوشال ميديا (clickbaits).
لم يمض الكثير من الوقت قبل أن يحصد الفيديو عدداً كبيراً من المشاهدات والمشاركات على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، ما يبدو أنّ «قناة المرّ» لم تستطع تحمّله، فما كان منها إلا أن «بلّغت» عن المقطع لدى فايسبوك ويوتيوب، ليُحذف تماماً وتوقف الصفحة عن العمل لمدّة ثلاثة أيّام، وفق ما نقل ناشطون افتراضيون. علماً بأنّ محاولات «الأخبار» المتكرّرة للتواصل مع شمّاس اليوم لم تنجح.
بعض النظر عن مدى صحّة ما قاله غيد شماس وأسلوبه، الأكيد أنّ هذا التصرّف مستنكر ومستغرب، وينتاقض مع ما تنادي به المؤسسة التي تصف نفسها بأنّها «سلطة إعلامية كبيرة» و«حريصة على الحريات».
ضيق صدر mtv، ولّد حملات تضامن افتراضية واسعة مع El 3ama وغيد شمّاس، فيما دعا البعض إلى التعبير عن المساندة من خلال مشاركة الفيديو الأصلي عبر الصفحات والحسابات على السوشال ميديا.