بقسمة غير عادلة، يلتهم المغني حصة الأسد من كعكعة النجاح، والشهرة، والأموال، والأضواء، واعتلاء المسارح، في حين يكون وراءه جيش جرار ينحت الصخر ويذلل الصعاب أمامه، ويوصل الليل بالنهار، وهو يعمل بمنطق إبداعي مضن! ومع ذلك، لا أحد يمر على كاتب الكلمات ولا الملحن ولا الموزع إلا بشكل عابر.
أول من أمس، أطلّ كاتب وملحن ومغن سوري مغمور اسمه محمد عيسى ليطلق صرخة رجل مقهور، ويذكّر بأنه صاحب اليد الطولى في نجاحات أشهر المغنين السوريين. لم تكن إطلالة الشاب الوسيم عادية، بل كانت في ذروة الهستيريا والتوتر وهو ما اعترف به، من دون أن ينتبه لنفسه وهو يطلق بعض الشتائم عن غير قصد. على أيّ حال، يبرر واقع هذا الفنان السوري عصبيّته، ولا يؤخذ عليه خروجه عن إطار اللياقة العامة طالما أنه يعاني الأمرين من ظلم، ونكران، وتجاهل، وظروف مادية متردية، رغم موهبته الساطعة التي لا يمكن أن توضع محطّ نقاش، رغم منجزه الفني.
في الفيديو الذي نشره عيسى على صفحته وتداولته صفحات سورية عديدة، أطل ليسأل متابعيه إن عرفوا الزي العسكري الذي يرتديه وقال: «أتشرّف به، وربما غالبيتكم لا يعرف بأنني منذ 8 سنوات أخدم في الجيش السوري، ولي الفخر. روحي ودمائي ترخص لتراب هذا البلد. لكن طفح الكيل، وصار لا بد من القول بأنني صاحب الفضل في نجاح أغنيات النجم الكبير ناصيف زيتون، من «ما ودعتك» التي كتبتها ولحّنتها وغنّتها قرطاج كاملة معه، إلى «عندي قناعة»، و«إي بحبّك إيه» و«قدّها وقدود». الأخيرة كتبتها ضمن نوبة الحرس، قرب حاوية القمامة بعد منتصف الليل، وبعزّ البرد! لذا لا يجوز التعامل معي بهذه الطريقة، وتجاهلي من قبل الإعلام الفني السوري، والتعالي من قبل شركاء درب لأنهم أصبحوا نجوماً. أقصد بكلامي ناصيف زيتون الذي اشترى مني أغنية قبل ثمانية أشهر ورفض دفع ثمنها. وعندما طلبت منه مبلغاً لأني في أزمة مالية هذا الشهر، ماطل لأيام ثم قال بأنه لا يرغب هذه الأغنية، لذا صارت «صفر نفسيتي» وألحان هذه الأغنية لي أيضاً». بعد ذلك وجه كاميرا موبايله على عدّته المتواضعة التي يعمل عليها قائلاً: «لا أملك استديو وأوزّع على هذه العدّة القديمة». وأضاف: «حلوة حلوة» كلماتي وألحاني وتوزيعي وقد غنّيتها بصوتي وليس سعد المجرد من غنّاها كما تداولت بعض الصفحات». ثم ألمح إلى أنه قدّم أولى أغانيه «هلّا عليك وألف اسم الله» لوفيق حبيب قبل 12 عاماً كهدية لكي ينطلق لكن ليس هناك أي اهتمام رسمي رغم أن أعمالي حققت 250 مليون مشاهدة على يوتيوب بدءاً من أعمال نوال الزغبي مروراً بناصيف زيتون ووفيق حبيب وحسام جنيد».