لن يفيد البحث عن النجمة ندين تحسين بيك (الصورة) في مقاهي المدينة، وأماكنها المعروفة! فابنة الممثل المخضرم حسام تحسين بيك اعتزلت الحياة العامة، لصالح انطوائية ووحدانية، بسبب خجلها من المديح والغزل، ولأنها لم تتمكّن عبر الزمن من التخلّص من حساسيتها الزائدة، ولا من إمتلاك مفاتيح خبرة إنسانية تخوّلها للحكم السليم على من تتعامل معهم من البشر.
التعبير التقليدي الذي تتداوله مقدمات الحوارات في المجلات الفنية عن الفنانة المرهفة يناسب مقاساتها بشكل متطابق، إذ لا يمكنها مجاراة مشكلة ما حتى لو اضطرت أن تسكت عن حقّها. وكل ما سبق إلى جانب عشرات الأدوار التي تطرحها كفتاة بريئة، لم تشفع لها في مواجهة الاتهامات باللؤم، بذريعة خجلها ذاته، وارتباكها من أي طارئ أو جديد في حياتها أو مصارحة ومكاشفة بميزاتها الإنسانية. اعتادت الأضواء والشهرة لأنها ابنة واحد من الممثلين المؤسسين للصناعة السورية الأهم، وعرف الجمهور حكاية والدتها الرومانية «نتالي» من خلال الأغنية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، كما أنّها لعبت بطولة الكليب الخاص بها، قبل أن يعيد غناءها أكثر من صوت بعد والدها. كما أنها لعبت أولى أدوارها عندما كانت في الـ 11 من عمرها في مسلسل «أيّام شامية» (أكرم شريم وبسّام الملا). وعلى الرغم من أنّ البطولة المطلقة أتتها على طبق من ذهب في «قلبي معكم» (أمل حنّا وسامر البرقاوي)، لكنّها حكت بصراحة إعلامية شديدة عن التجربة فيما بعد، وتمنّت لو تأخرت قليلاً في لعب دور الأم، وكأنّها لم تكن راضية عن نفسها بشكل كلّي في هذه التجربة!
صراحتها المتكررة تلك، جعلتها تخسر في بعض الأماكن. على أيّ حال، أعادت نادين تحسين بيك طرح نفسها كممثلة تجيد تجسيد الأنانية والفردانية في «سكّر وسط» (مازن طه والمثنى صبح)، حيث تبحث موظفة الدولة في مصالحها وتتلاعب بأسرار السجلات الرسمية لمصلحتها المالية، فيما تتفنن في استفزاز طليقها، ولا تتوانى عن الارتباط بصاحب الأموال لتوائم المصلحة مع الحياة المستقرة! تخوض ندين الموسم الحالي بعملين. أنهت تصوير دورها في «هوا أصفر» (علي وجيه ويامن الحجلي وأحمد إبراهيم أحمد) الذي تقول في حديثها مع «الأخبار» إنّها استمتعت بأدائه رغم أنها ضيفة، لكنها «شخصية تملك من المعطيات ما يخوّلها لتكون مفتاح الحدث، والمرجعية لثيمته الأساسية». وتضيف: «سلوى هي فتاة عبثية، تتعاطى مع الحياة بطريقة خاصة وكأنها تلهو بها بدلاً من العكس، وهي فرصة للممثل ليركّب كاركيتراً على شخصية تحتمل اقتراحات أدائية، واجتهادات في طريقة خلقها».
الظرف الراهن، والتردي في مستوى الدراما السورية، والتراجع في كمية الإنتاج، وصعوبات التسويق... كلّها معطيات تجعل ترف السؤال عن الجديد الذي سيلعبه الممثل، والمغريات التي لمسها في دوره أمراً ملغياً تماماً. توافقنا نجمة «أشواك ناعمة» على هذا الطرح، طالما أن التمثيل مهنة يكسب منها صاحبها رزقه. ومع ذلك، فإنّها تحكي عن مقوّمات خاصة لدورها في «روزنا» (جورج عربجي وعارف الطويل) الذي تصوّره حالياً. «كنت أتطلع لتجربة مع المخرج عارف الطويل، خصوصاً أنّ العمل يوحي بسوية متماسكة يمكن أن أكون عنصراً فيها»، تقول نادين. وتوضح أنّه على الرغم من أن شخصية «ديمة» التي تلعبها «لا تحتمل الكثير من التفكير، كونها ابنة عائلة حلبية غنية نزحت على أثر الحرب. ونتيجة تعرّض شقيقها لحادث في دمشق، خسرت هذه العائلة كل أملاكها. ليكون السرد الحكائي لشخصية «ديمة» بمثابة مكاشفة لما تعانيه سيدة مطلقة اختلفت ظروف حياتها وانتقلت من الغنى إلى العوز».