قبل سنتين ونصف السنة، وقف الكاتب والباحث شمس الدين العجلاني إلى جانب زوجته على مدخل صالة نقابة الأطباء في حي أبو رمانة الدمشقي، يتقبلان التعازي باستشهاد نجلهما المراسل الحربي ثائر العجلاني على إحدى جبهات دمشق.
واليوم تقف السفيرة هدى الحمصي وحيدة على مدخل الصالة ذاتها، لتقبل التعازي بوفاة زوجها الصحافي شمس الدين العجلاني، الذي وافته المنية أمس، عن عمر ناهز الـ 67 عاماً إثر نوبة قلبية حادة على باب «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» بدمشق.
قضى «أبو ثائر» نحو 45 عاماً في العمل الصحافي والتوثيقي، نشر خلالها مئات المقالات والدراسات التي وثقت تاريخ سوريا، وخصوصاً مدينة دمشق التي ولد فيها عام 1951، وكان له بحث معمق حول تاريخ اليهود في سوريا.
وتعامل العجلاني منذ سبعينيات القرن الماضي مع عشرات الصحف والمجلات المحلية والعربية، وترأس تحرير عدد من المطبوعات السورية، كما أنه عضو في اتحاد الصحافيين السوري، وأشرف على الإعلام في البرلمان السوري، وعدد من المؤسسات الحكومية السورية.
وإضافة إلى تعامله مع آلاف الوثائق حول دمشق، صدرت للعجلاني كتب عدة منها «مقالات على مائدة التطبيع»‏، و«المزاعم الصهيونية في هيكل سليمان‏»، و«كتاب الاعتداء الفرنسي على دمشق» و«دار البرلمان السوري».
أنهى «أبو ثائر» حياته في مهنة المتاعب برفقة صحيفة «الوطن» السورية التي تصدر في دمشق. ويقول رئيس تحرير الصحيفة وضاح عبد ربه إن «العجلاني كان موثقاً لكل يوم من أيام الحرب، إضافة إلى كونه كتاباً مفتوحاً للتاريخ، تركنُ في بيته أطنان من الوثائق والكتب التي كان يعمل على تحويلها من الورقي إلى الرقمي ليحافظ عليها، حتى تطلع الأجيال القادمة على تاريخ سوريا».
وكانت آخر إصدارات العجلاني كتاب «شوام شيوخ الصحافة»، الذي وثق فيه حياة 20 صحافياً وصحافية من سوريا، أسسوا للصحافة في البلدان العربية، وأنهى كتابه بسؤال «من هو شيخ الصحافة في زماننا؟».
يصف البعض «أبو ثائر» بأنه أحد «شيوخ الكار» في الصحافة السورية، ويكاد يكون هناك إجماع شبه كامل بين الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن غياب شمس الدين العجلاني، خسارة كبيرة للوسط الصحافي والإعلام التوثيقي في سوريا.
يشيع جثمان الراحل اليوم من مستشفى المواساة في دمشق ليصلى عليه في جامع الرئيس حافظ الأسد، عقب صلاة العصر ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة آل العجلاني بتربة الباب الصغير في دمشق.