«القلق» الذي أبداه الكاتب إبراهيم العريس في صحيفة «الحياة»، حيال «الحريات العامة، وحق التعبير»، في لبنان، لما اتكأ عليه من جزم بأن فيلم The Post لستيفن سبيلبرغ، قد منع في لبنان، وسيل العبارات المسيئة، التي استخدمها في مقاله أمس («البوست»... فاضحو أكاذيب البنتاغون ممنوعون في لبنان) بحق من يقف بوجه التطبيع مع «إسرائيل»، أمر يثير الإستغراب والسخرية على حدّ سواء بالنسبة إلى صحيفة سعودية، دخلت للتو شاشات السينما وعروض الغناء والرقص والأنيمايشن إلى بلدها.
مقال العريس، لا يعد وحيداً في تفريغ حملات «مقاطعة داعمي إسرائيل» من مضمونها. فقد إنضم اليه، اليوم، مقال آخر في صحيفة «الشرق الأوسط»، لكاتبته فيفيان حداد. في مقالها «فيلم «بيروت» قد يمنع في لبنان.. الإعلان الترويجي له أثار مطالبات برفض عرضه»، تتحدث الكاتبة عن فيلم «البوست» الهوليوودي (إخراج براد أندرسون)، موردةً في نهايته تزويراً واضحاً يقصد به التضليل، إذ ادعّت أن فيلم «المرأة الخارقة» منع لأن بطلته «يهودية»، وأن فيلم «ذي بوست» منع أيضاً لأن مخرجه «يهودي الأصل».
غيّبت الصحيفة عن عمد، أسباب منع «المرأة الخارقة»، الذي تلعب بطولته غال غادوت ملكة جمال الكيان العبري، ومجندة سابقة في جيش الإحتلال. وأيضاً، لم تجهد نفسها للتأكد من أن فيلم سبيلبرغ لم يمنع الى هذه اللحظة، وبالتأكيد السبب ليس لأنه «يهودياً»، بل يدور نقاش حول إسم المخرج الأميركي وإدراجه على اللائحة السوداء لـ «مكتب مقاطعة إسرائيل» في الجامعة العربية التي يلتزم بها لبنان.