تخبّط، وتضارب في المعلومات، وضروب من الوشاية، طبعت تغطية القنوات اللبنانية، لمحاولة إغتيال القيادي في «حماس» محمد حمدان في صيدا أمس. حركة «حماس»، التي أصابها أيضاً تخبط في بياناتها، بين نفي الخبر في البداية، والتأكيد لاحقاً بأن حمدان قيادي داخلها، لم تُرضِ بياناتها على ما يبدو الإعلام اللبناني.
إذ أخذ ينسج روايات متضاربة، وينسبها الى «مصادر أمنية رفيعة» حول مهام الشخصية المستهدفة داخل الحركة الفلسطينية.
حمدان الذي نجا بأعجوبة من عبوة تصل زنتها الى 500 غرام، من المواد المتفجرة، كانت موضوعة تحت المقعد الأمامي لسيارته، لم ينج من التغطية الخبرية للحادثة، التي فتشت حصراً، عن عمله التنظيمي داخل «حماس». قناة «الجديد» أكدت في تقرير نشرتها الإخبارية (إعداد حسّان الرفاعي)، بأن «المستهدف ليس عنصراً عادياً، بل له علاقات وثيقة بما يحصل في الداخل الفلسطيني». على الجبهة المقابلة، أكدت mtv في تقرير لها أيضاً (إعداد نوال بري) أن «المستهدف ليس شخصية معروفة في صيدا ولا في مخيم عين الحلوة»، ويقتصر دوره «على الأمن» فقط.
وفي رواية أقرب الى المتخيل، قدمت مراسلة otv، لارا هاشم، تقريراً عن الحادثة، إذ نسبت لمَن وصفتهم بـ «الأوساط الأمنية»، بأن حمدان يشبه «عماد مغنية»، كشخصية أمنية «يتسم عملها بالسرية»، وهو «أحد العقول الأمنية في حماس، ومحرّك الإنتفاضة داخل الأراضي المحتلة» على حد تعبيرها.
وبين حمدان/ عماد مغنية، وآخر ينضوي ضمن «الشخصيات غير المعروفة»، والمؤطرة، راوحت هذه التغطية الإعلامية. تفوقت lbci، على غيرها، في ضخ معلومات ــ حتى لو كانت صحيحة ــ لا تخدم المشاهد بقدر ما تستفيد منها الجهات التي قامت بمحاولة الإغتيال. القناة أوردت في نشرة أخبارها أمس أن «حمدان مفتاح من مفاتيح العمل الخاص لحركة حماس»، وأنه «شخصية أمنية». لم تقف المحطة هنا، بل كشفت اسم زوجته، وقالت أنها «ابنة شخصية قيادية في حماس».