يحكي تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الكثير عن مشادات بين المدربين، إن كان على أرض الملعب، أو من خلال التراشق الكلامي في المؤتمرات الصحافية وغيرها من ساحات التصريحات. وهذه المسألة لا تغيب عن «البريميير ليغ» في كل موسم، لا بل إن دائرتها بدأت تتسع مع اتساع دائرة المنافسة بين فرقٍ عدة، وخصوصاً في الموسمين الماضي والحالي، مع ارتفاع عدد المدربين أصحاب الأسماء الكبيرة في البطولة الإنكليزية، وتحديداً مع قدوم الثنائي الغني عن التعريف في مجال الكرّ والفرّ الإعلامي، أي البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، وغريمه المباشر الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي.
إذاً، هو مشهد لا نراه في إيطاليا أو ألمانيا أو فرنسا، وحتى في إسبانيا التي عادةً ما تعرف أنواعاً من المعارك بين المدربين التي تؤججها وفرة الوسائل الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة الخاصة بالرياضة والمختصة بكرة القدم تحديداً. وفعلاً، هناك لا تصل الأمور إلى ذروتها إلا في مناسباتٍ نادرة على غرار «كلاسيكو» القطبين برشلونة وريال مدريد، الذي كان مورينيو أحد صنّاع النار في مبارياته خلال العصر الحديث، ومن أبرز أحداثها يوم وضع إصبعه في عين المدرب الراحل تيتو فيلانوفا، في عراكٍ كبير حصل خلال لقاء «البرسا» والريال.
لكن بطبيعة الحال، تأخذ الأمور في إنكلترا منحىً مغايراً، وهو ما أوصل كونتي ومورينيو إلى تبادلهما شتى أنواع الاتهامات والأوصاف البشعة. ومن كلام المدرب الإيطالي المعروف فابيو كابيللو في القضية، يمكن الحديث عن أحد الأسباب، وذلك عندما قال إن كونتي يفعل ما كان يفعله مورينيو أيام كان مدرباً لتشلسي.

ضغط الإدارات والجمهور والإعلام يرفع من عصبية المدربين


وهذه الكلمات تعني شيئاً واحداً، هي أن مدربي «البريميير ليغ» يُخرجون الضغوط التي يعيشونها يومياً في أنديتهم من خلال تصاريحهم أو مقابلاتهم الإعلامية، وكأنهم يرمون بها في قاعات المؤتمرات الصحافية، إذ إن كلمة واحدة من خصمٍ تؤثر فيهم، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الحِمل المُلقى على عاتق كل منهم. لذا، يمكن تفسير ما يقدم عليه كونتي ومورينيو تحديداً، وأيضاً مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر، من خلال دخولهم في مشادات في ما بينهم. فهؤلاء المدربون الثلاثة لا يعيشون أفضل أيامهم مع فرقهم، وبالتالي فإنهم يصبّون غضبهم على الحكام في الملعب، أو على خصومهم عبر الإعلام.
كونتي، مثلاً، يعيش وضعاً صعباً مع تشلسي، بعدما جلس ملكاً على عرش المدربين في الموسم الماضي، لذا من الطبيعي أن يخرج في كل مرة متوتراً وينجرّ إلى معركة مع مورينيو الذي يجيد استفزاز خصومه وإبعاد الأنظار عن مشاكله الفنية عبر منح الصحافة مادة دسمة تركّز عليها أكثر من تركيزها على أخطائه. والاثنان أصلاً يعيشان توتراً رهيباً يدفعهما إلى الكلام بهذه الطريقة المشينة، فهما يديران فريقين صرفا مبالغ كثيرة ليكونا منافسين أساسيين على اللقب، لكنهما فجأة وجدا نفسيهما محط تساؤلات كثيرة، في وقتٍ بدأ فيه الإعلام يتحدث عن إقالتهما، لذا لمَ لا يعطيان الإعلام كلاماً آخر يتلهى به؟
ومثلهما فينغر في هذا الإطار، وهو الذي يعتبر أن كبرياءه لا تسمح لأيّ مدربٍ أصغر منه بالتحدث عنه علناً بطريقة سلبية، وخصوصاً أنه يعدّ «عميد المدربين» في إنكلترا.
إذاً، هو التوتر والضغط الذي يفقد المدربين أعصابهم، وهي مسألة لا تزول إلا من خلال تحقيق النتائج الإيجابية. فها هو غوارديولا، ورغم المحاولات الكثيرة لمورينيو لجرّه إلى معركة إعلامية، وخصوصاً بعد أحداث نفق ملعب «أولد ترافورد»، لا يكترث بأيّ كلام، إذ إن الرجل لا يعيش أي ضغوط من إدارته أو جمهوره أو حتى الإعلام، لكونه يترجم كل مبلغ دفعه في الصفقات إلى انتصارات تسعد الإدارة والجمهور، وإلى كلمات إشادة به في الصحف وعبر شاشات التلفزة.




نتائج وبرنامج البطولات الأوروبية الوطنية

إنكلترا (المرحلة 23)

- السبت:
تشلسي - ليستر سيت (17,00)
واتفورد – ساوثمبتون (17,00)
كريستال بالاس – بيرنلي (17,00)
هادرسفيلد - وست هام (17,00)
وست بروميتش ألبيون – برايتون (17,00)
نيوكاسل - سوانسي سيتي (17,00)
توتنهام – إفرتون (19,30)

- الأحد:
بورنموث – أرسنال (15,30)
ليفربول - مانشستر سيتي (18,00)

- الإثنين:
مانشستر يونايتد - ستوك سيتي (22,00)
إسبانيا (المرحلة 19)

خيتافي – ملقة 1-0
كالا (73).

ألمانيا (المرحلة 18)

باير ليفركوزن – بايرن ميونيخ 1-3
كيفن فولاند (70) لليفركوزن، والإسباني خافي مارتينيز (32) والفرنسي فرانك ريبيري (59) والكولومبي خاميس رودريغيز (90) لبايرن.

فرنسا (المرحلة 20)

ستراسبور – غانغان 0-2
يانيس ساليبور (8) ونيكولا بينيزيت (16).