في تغريدة له اليوم، شكر جو معلوف كل «من تجاوب سريعاً مع قضايا هوا الحرية»، وادعى حمايته لـ «القصّار»، قائلاً: «للحرية حدود خاصة (..) يجب أن نقسى على أنفسنا». تحدث معلوف من منطلق «الدولة القوية والقضاء الحاسم»، على خلفية حلقة «هوا الحرية» أمس على شاشة lbci حين أوقع شاباً ادعى عليه أهل خطيبته القاصر (عطور ــ 16 عاماً) بأنه خطفها.
وفي حركة إستعراضية، حضر عناصر من قوى الأمن الداخلي الى الاستديو، واعتقلوا الشاب جنيد، وسط تسجيل حالة من الهرج والمرج، والهستيريا من قبل الشابة الصغيرة، التي هدّدت مراراً بالإنتحار في حال أعيدت الى ذويها.
تحدث معلوف عن القانون، و«الدولة القوية» التي حضرت سريعاً «غب الطلب» الى مبنى المحطة، واعتقلت الشاب الذي ظنّ أن الإعلامي اللبناني «أمنّ» له الحماية، وطمأن كذلك الشابة، إلى أن هناك «حلاً» سيخرج بعد هذه الحلقة. لكن ما حصل، أن معلوف تحوّل الى قاض، بل واعظ في قضايا زواج القاصرات، وراح يصرخ على ضيوفه المتوزعين على جبهتين: الأم وأختها، مقابل الشابة وخطيبها وأمه. مشاداة كلامية، وتراشق شتائم بين الطرفين، غلافها الدفاع عن القاصرات، الذي تولاه معلوف، لكن، فحواها، حلقة استعراضية، سطحية، تستغل مأساة خروج طفلة من بيت أهلها، الى خطيبها، وتمسكها به، الى حين بلوغها 18 عاماً للإقتران به.
صحيح أن عائلة الشاب جنيد أخطأت في إيواء الفتاة، بعيداً عن منزل أهلها، فهذا الأمر يعتبر خطفاً لقاصر لا تملك قانونياً حق تقرير مصيرها، لكن في المقابل، لا يملك معلوف ولا حتى المحطة، الحق في نصب فخ للشاب، واستعراض ذلك على الهواء. ولعل الأمر الأكثر إثارة للسخرية، هو تأهب قوى الأمن لمناصرة قضايا القاصرات، والسهر على راحة المواطنين. رافقت الكاميرا حضور هؤلاء، الى حين بلوغهم الأستديو، ودخولهم لأخذ الشاب ووضع الأصفاد في يديه، في حركة ممسرحة شارك فيها معلوف، الذي ظل للحظة الأخيرة يقول لهم: «خلّي القانون يأخذ مجراه»، مع إيهام ضيوفه بأن الفقرة انتهت، وما سيحصل سيكون خارج الهواء، وحتى خارج تنسيقه بالأصل مع الأمن.
لا شك في أن ما حصل أمس في استديو «هوا الحرية»، وما حصل سابقاً في هذا الموسم، تفوق فيه معلوف على نفسه، في إستغلال قضايا الناس، وخرق حقوق الأطفال، وصولاً الى ما حصل أخيراً، من إفتعال للإثارة على حساب قضية قاصر آتية من عكار، تشبه قصتها قصص آلاف الفتيات، اللواتي يهجرن التعليم، وساهمت التربية المجتمعية، والأسرية حتى في تكوين شخصيتها الهشّة. شخصية استُغلِّت بدورها، لتكون حلقة في «هوا الحرية» تلقى شجباً عالياً من جمهور سئم هذا النوع من البرامج.