لم تكن فرحة دييغو كوستا عادية عند تسجيله هدفه لأتلتيكو مدريد في مرمى ليديا إسبورتيو من الدرجة الثالثة في ذهاب دور الـ 16 لكأس إسبانيا، وذلك بعد 6 دقائق فقط على مشاركته بديلاً في الشوط الثاني. فرحة انتظرها كوستا منذ 3 أشهر بعد عودته إلى "الروخيبلانكوس" من تشلسي الإنكليزي، إلا أنه لم يتمكن من المشاركة مع الفريق بسبب عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم على "لوس روخيبلانكوس".
هذه الفرحة العارمة التي عبّر عنها كوستا بهدفه في مشاركته الأولى تعكس الروحية التي يعود بها إلى الفريق الذي لعب له 4 أعوام وحقق نجاحات لافتة وتوّج معه بلقب الدوري الإسباني، فضلاً عن الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخصوصاً بعدما عانى ما عاناه مع النادي اللندني ومشاكله مع مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، حيث يريد أن يثبت مجدداً قدراته وأنه لا يزال من أفضل المهاجمين في أوروبا، وهذا ما يُتوقّع أن يحققه نظراً إلى الشعبية التي يحظى بها في فريقه، وأيضاً لوجود المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي تمكّن من إخراج الأفضل من لاعبه سابقاً، فضلاً عن سعي كوستا إلى التأكيد أنه انتقى الخيار الأفضل والذي يشعر فيه بالراحة والقدرة على العطاء بالعودة إلى الفريق المدريدي، حيث لم يخفِ عندما كان لا يزال في إنكلترا: "لا أريد الانتقال إلى الفريق الذي يدفع أكثر بل إلى الفريق الذي أريده".

سيرفع كوستا من مستوى مهاجمي أتلتيكو عبر
منافستهم على مركزٍ أساسي

كما أن كوستا يعلم أن عودته إلى التألق مع أتلتيكو ستكون بوابته للمشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا، وخصوصاً في ظل التنافس الكبير مع ألفارو موراتا الذي حلّ بدلاً منه في تشلسي.
في المقابل، فإن أتلتيكو مدريد يبدو مستفيداً أيضاً من استعادة خدمات كوستا. ذلك أنه يبدو واضحاً أن الفريق تراجع كثيراً هذا الموسم، إذ رغم أنه حالياً في المركز الثاني في ترتيب "الليغا"، إلا أنه يبتعد بـ 9 نقاط عن برشلونة المتصدر وقد استفاد من سوء حال جاره الريال ومن تراجع فالنسيا في الجولات الأخيرة، علماً بأنه خسر مباراته الأخيرة في البطولة أمام إسبانيول السادس عشر. وهذا ما تأكد أكثر بالخروج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا البطولة التي اعتاد أن يكون "الرقم الصعب" فيها في السنوات الأخيرة عندما وصل مرتين في ثلاثة أعوام إلى النهائي، والأهم أن المشكلة التي يعانيها "الأتليتي" تكمن في الجانب الهجومي مع التراجع الكبير في مردود الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سجل 5 أهداف فقط بعدما كان يعتاد على التنافس على لقب الهداف، بينما أن مواطنه كيفن غاميرو سجل 3 أهداف، فيما اكتفى فرناندو توريس حتى الآن بتسجيل هدف واحد فقط لتبلغ محصّلة الفريق التهديفية 25 هدفاً فقط في 17 مباراة وهي نسبة ضعيفة لفريق ينافس على المراكز الأولى. وبالتالي، فإن أتلتيكو يحتاج إلى مهاجم بمواصفات كوستا يسجل من "أنصاف الفرص" كما أثبت ذلك سابقاً مع أتلتيكو ومع تشلسي، والأهم هي شخصيته القتالية وروحية الفوز التي يتحلى بها والتي من شأنها أن تحفّز زملاءه وتستنهض همهم مجدداً، هذا بالإضافة إلى أن وجوده سيخلق منافسة مع توريس (الذي للمفارقة عاد بدوره إلى أتلتيكو بعدما لعب في تشلسي قبل مروره بميلان الإيطالي) وغاميرو على الوجود في التشكيلة الأساسية إلى جانب غريزمان، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى الهجوم.
يبدو من المباراة الأولى لهذا "الوحش الكاسر" مع أتلتيكو ورغم دقائق لعبه القليلة فيها أنه مصمم على العودة بقوة. اليوم سيخوض مع الفريق مباراته الأولى في "الليغا" أمام ضيفه خيتافي، أما جماهير "الروخيبلانكوس" فتريد أن ترى في ملعبها الجديد "واندا ميتروبوليتانو" كوستا الذي عرفته في ملعبها القديم "فيسنتي كالديرون".