لم يعد فيروس H1n1 المعروف بـ «أنفلونزا الخنازير» يستدعي الهلع الذي كان يستدعيه قبل تسع سنوات، عندما انتشر كوباء خطير أدى إلى وفاة أكثر من 5 آلاف شخص حول العالم. فالفيروس «بات جزءاً من الفيروسات الموسمية التي نشهدها عند بداية فصل الشتاء»، وفق رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة برّي.
وقد أثارت وفاة أحد الأشخاص في طرابلس، نهاية العام الماضي، بسبب ما تردد عن إصابته بـ«أنفلونزا الخنازير» المخاوف مُجدّداً من تداعيات هذا الفيروس.
إلا أن بري لفتت في اتصال مع «الأخبار» إلى أن الفيروس «لم يعد مُخيفاً». وهو، كبقية أنواع الأنفلونزا، يؤثر في أشخاص مُعينين، كمن يعانون من نقص في المناعة وعوارض ضغط أو سكّري أو المُسنّين. وشدّدت على أنّ الاسم العلمي للأنفلونزا هو الفيروس H1n1، ولا صوابية في اعتماد مُصطلح «أنفلونزا الخنازير» بعد الآن، «لأن الأنفلونزا لم تعد تنتقل من الخنازير إلى الإنسان، بل باتت تنتقل من الإنسان إلى الإنسان».

لم يعد الفيروس
مُخيفاً كما كان
عام 2009

وكانت مُنظّمة الصحة العالمية قد أعلنت في آب 2010، انتهاء ما سمّته «الجائحة العالمية الناتجة من فيروس H1N1»، لافتةً إلى أنه بات «فيروساً مستوطناً وموسمياً».
برّي جزمت بأن معدلات الوفيات بالأنفلونزا في لبنان، في العامين الماضين، تقع ضمن «المُعدّلات الطبيعية»، ولا تستدعي إعلان أي حالة طوارئ أو إجراءات استثنائية.
وكانت أربع وفيات بسبب هذا الفيروس قد سُجلت عام 2016 في لبنان. وأعلنت وزارة الصحة حينها أن عدد الوفيات مماثل لنسبة وفيات العام الذي قبله. ووصفت الفيروس بأنه «كأي إصابة بالكريب لجهة عوارض المرض والعلاج وأساليب الوقاية».
وبحسب مُنظّمة الصحة العالمية، تحدث أوبئة الأنفلونزا في المناطق المُعتدلة المناخ كل عام أثناء فصل الشتاء، ولفتت إلى أن حالات دخول المُستشفيات وحالات الوفيات تُسجَّل لدى الفئات الشديدة التعرّض للخطر. وعلى الصعيد العالمي، تسبّب هذه الأوبئة السنوية وفاة بين 250 ألفاً و500 ألف حالة. ويُعدّ التطعيم من «أنجح وسائل الوقاية من المرض، وتجنّب نتائجه الوخيمة». ومن الفئات التي توصيها منظمة الصحة العالمية بالتطعيم: الحوامل في جميع مراحل الحمل، الأطفال في سنّ 6 أشهر إلى 5 سنوات، المُسنّون الذين يتجاوزن الـ65 عاماً، العاملون الصحيون، والمُصابون بحالات مرضية مُزمنة.