بسبب تجاهل المخرجين لمواهب رنا أبيض، وعدم اسنادهم أدوار البطولة المطلقة في أعمالهم لهذه الممثلة الفاتنة، قررت أن تؤلف وتخرج و(تمثّل) نصّاً بصرياً، يتفوّق على الأفلام الهندية التي تبكي الحجر.
لم تذهب بعيداً في اقتناص فرصتها، إنما توجهت إلى أقرب حديقة في دمشق، واختلطت بالأطفال المشردين، والتقطت صوراً معهم، لإثارة انتباه الجهات المعنية بمأساة هؤلاء الأطفال. ونظراً لحنكتها في كتابة السيناريو والسينوغرافيا، اختارت من خزانة ملابسها، سروالاً ممزّقاً يتلاءم تراجيدياً مع عمق المأساة (لا شك أنها قرأت شكسبير بعمق، وفككت روايات فيكتور هوغو سيميائياً، قبل أن تخط حرفاً بصرياً في هذا المسرح المكشوف). وإذا بها تضع الرأي العام في مأزق وجودي من الطراز الرفيع، ذلك أن ثيمة التشرّد تحتاج إلى جينز ممزّق من الركبة، وأعلى الفخذين، وأسفل الساقين، من ماركة ملابس مشهورة. على الأرجح، لم تختر ملابسها عبثاً، فدرايتها الدرامية العالية أرشدتها إلى هذا الحل المؤثر والصاعق، لكن متفرجي السوشال ميديا، كشفوا اللعبة، من اللقطة الأولى ووضعوها في مقلاة السخرية. لو أنها وزّعت ثياباً لهؤلاء الأطفال، أو هدايا رمزية، ربما كان العرض مقبولاً إلى حدّ ما. أما أن تكتفي بهذه الصور التي تفتقد إلى الاحتراف، فتلك مأساة أخرى.

تبّاً، لقد خسرت رنا أبيض، أن تكون أنجلينا جولي سوريا.