قبل عامين، أتى عوني الكعكي الى سدة نقابة الصحافة اللبنانية في انتخابات مزورة (الأخبار 13/12/2015). الإنتخابات الصورية، بان على ملامحها مبدأ التنافس، بوجود رئيس تحرير صحيفة «اللواء»، صلاح سلام، مقابل الكعكي.
وسط تلاعب في الجدول النقابي، وزيادة في أسماء المقترعين، «طوّب» الكعكي نقيباً للصحافة. وأمس، جريت «الإنتخابات»، وأعيد تعويم الكعكي، وفريقه المقرب، بالتزكية عبر لعبة الإنسحابات. فاز عن فئة الصحف اليومية السياسية الى جانب الكعكي: جورج صولاج (نائب الرئيس)، عبد الكريم الخليل، طلال حاطوم، نديم اللاذقي، فيليب أبي عقل، خليل الخوري، فؤاد زكريا الحركة، غسان الحجار، ثائر عباس، رفيق خوري، وفيصل أبو زكي. وعن فئة المجلات الأسبوعية السياسية: زينة عوض، بسام عقيقي، مرسيل نديم، جورج بشير، وجورج طرابلسي.
الإنتخابات التي جرت أمس، تكاد تتقاطع في الشكل مع ما حدث قبل عامين. لم يتم تفحص أسماء الحاضرين، لمعرفة إكتمال النصاب أم لا. كنا أمام سيناريو معدّ سلفاً من انسحاب الأعضاء لتأمين حصول التزكية. أما المشهد الأكثر سخرية، فيتمثل بما قاله الكعكي، وما اعتبره مندرجاً ضمن إنجازاته على رأسها: ترميم المبنى وزيادة طبقتين عليه، بمبلغ استعان بـ «مجلس الوزراء الكويتي» الذي منح النقابة مبلغ 350 ألف دولار، بالإضافة الى إنجاز «جولته على المسؤولين السياسيين لدعم الصحافة الورقية». وأخيراً، إسترداده لمبلغ 300 مليون ليرة، جراء تحصيل الضرائب التي تراكمت منذ 33 عاماً.
هذه هي إنجازات «نقابة الصحافة»، وهذه هي أجواء الإنتخابات الشفافة لها! مسرحية، ستمتد لعامين قادمين وسط ما تمرّ به الصحافة اللبنانية اليوم، من أزمة وجودية، وفي إنتظار تنفيذ قرار وزير الإعلام ملحم رياشي، بفصله بين «نقابة المحررين»، و«نقابة الصحافة»، وفك الارتباط بينهما، ونفضة منتظرة تطال «نقابة أصحاب الصحف»، وتنتشلها من هذا الواقع المرير المفروض عليها منذ نصف قرن تقريباً.