أصدر طاهر علوان وعمّار العرادي، أخيراً بياناً حول توقّف «مهرجان بغداد السينمائي الدولي» على أعتاب دورته التاسعة. أكّد مؤسسا الحدث في نصّهما أنّه «جاهدنا طيلة 13 عاماً على إقامة المهرجان تحت أصعب الظروف»، على الرغم من صعوبة الظروف خصوصاً الأمنية في ظل الإحتلال الأميركي، «واجهنا قوى ظلامية أخرى هي التي تجاهلت المهرجان وكرهت السينما والإبداع مع أنّها تمتلك زمام السلطة والقرار.
ولهذا بقينا نكافح لوحدنا من خلال نخبة طيبة ومخلصة ووطنية من المتطوّعين من السينمائيين والأكاديميين وكان المهرجان يقهر قوى الظلام بأشكالها من خلال الإصرار على الانعقاد دورة بعد دورة ويرتقي ويكبر ويتضاعف عدد الدول والسينمائيين المشاركين فيه». وأكد الثنائي أنّه «عملنا بجهود ذاتية وتطوعية باعتبارنا مؤسسة غير حكومية على إنجاح المهرجان ووثقنا علاقاته بعشرات المهرجانات والمؤسسات والشركات والسينمائيين من جميع أنحاء العالم، كما عُرضت فيه أفلام من دول لم يكن احد يتوقع أن تأتي شرائطتها إلى بغداد»، متطرّقين أيضاً إلى «معاناة مزمنة بسبب شحّ التمويل والميزانية الضئيلة التي لا تكفي لاقامة نشاط صغير في قرية أوروبية... من دون أن تتحرّك شعرة لدى كثير من أصحاب القرار الذين قابلنا كثير منهم وبعضهم ما زال في قمّة هرم السلطة، لكنهم كانوا يعطوننا كما يقول المثل أذناً من طين وأخرى من عجين... وياما كذب بعضهم علينا بوعود لم يلتزم بها وتهرب منهم من تهرّب ونحن نحتفظ بذلك في أرشيف المهرجان».
أما وزارة الثقافة، فأوضح البيان أنّه «نقلنا للوزراء المتعاقبين عليها تجارب الشراكة بين المؤسسات غير الحكومية ومنها مهرجانات السينما وبين وزارات الثقافة في دول عربية وعالمية، وكنّا نذكّرهم بمبدأ أساسي من مبادئ منظمة اليونيسكو وهو مبدأ التنمية الثقافية المستدامة وأهمية دعم الأنشطة الثقافية المستدامة... غير أنّ هؤلاء مجمعون بشكل غريب على تجاهل المهرجان تماماً وعدم مساندته، كما أنّ أيّاً من الوزراء لم يحضر لا احتفال افتتاح أو ختام، ولا كلّف نفسه التعرّف إلى المهرجان الأضخم في برامجه والأول في التأسيس... عدا البيروقراطية والتخلف المؤسسي في وسط دوامة من الفوضى الحقيقية والترهّل الإداري والفشل المزمن».
في هذا السياق، لفت طاهر علوان وعمّار العرادي إلى أنّ الوزارة كانت «تتحجج بعدم توفر الميزانية، لكنها عندما كانت تموج في بحر من الأموال إبّان مشاريع «بغداد عاصمة الثقافة»، أغدقت الملايين على عشرات المشاريع الفاشلة والوهمية وتلك التي تأتي في سياق الوجاهة والوساطات الشخصية...».
وأضافا: «وها نحن على أعتاب الدورة التاسعة، وجدنا أنفسنا أمام مسؤولية أكبر وأعباء تتضخم... لا يوجد أمامنا بديل. ورغم محاولات قام بها بعض الأصدقاء لايجاد داعم بديل لميزانية المهرجان إلا أنّها لم تكلل بالنجاح، الأمر الذي يشكّل امتداداً لتنصل شركات القطاع الخاص الثرية والمصارف الأكثرثراءً عن دعم المهرجان».
بناءً على ذلك، شدّد الثنائي على أنّه «يؤسفنا أن نعلن لجميع السينمائيين والمثقفين عن توقف هذه الدورة إضطرارياً... ولا نعلم حقاً عن الدورة أو الدورات المقبلة».