تصدّرت أزمة بغداد ــ أربيل، أمس، واجهة المشهد السياسي، مع الحديث عن اقتراب الجانبين من الخروج من أزمة سببها إجراء «إقليم كردستان» استفتاءً للانفصال عن العراق، في أيلول الماضي.
«وساطة فرنسية» كان يمكن أن تعيد المياه إلى مجاريها بين الحكومة الاتحادية برئاسة حيدر العبادي من جهة، وحكومة «الإقليم» برئاسة نيجرفان البرزاني، إلا أن «ردّ بغداد النهائي» لم تتلقّه أربيل بعد، في موازاة تصريحٍ للمتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي، كشف فيه أن «الفريق الفنّي المشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم، وصل (في المرحلة الماضية) إلى المراحل النهائية من اتفاق نشر القوات الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها (تشمل الحدود الدولية، والمعابر الحدودية)، لكن المفاوضات فشلت في اللحظات الأخيرة بعد انسحاب الأكراد»، مشيراً إلى أن «المفاوضات مع الإقليم متوقفة منذ انسحاب الوفد الكردي... والحكومة تعمل على خلق أجواء إيجابية لعودة المفاوضات من جديد».
وتوازت تصريحات الحديثي مع تصريحات الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء» أبو ولاء الولائي، أمس، لفت فيه إلى أن العبادي وجّه رسالةً إلى «البيشمركة» لـ«استئناف المفاوضات الفنية، وهو ينتظر الردّ حاليّاً»، مشدّداً على أن «المفاوضات بين الفريق الفني المشترك بين بغداد وأربيل، مؤجلة إلى حين الانتهاء من معارك غربي الأنبار، وتحرير القائم من سيطرة تنظيم داعش».
وأضاف أن الوفد الكردي رفض تسليم منفذي إبراهيم الخليل والفيشخابور، موضحاً أنهم «طالبوا بأن تكون إدارة مشتركة، أو وفق نظام (1-3)، أي مقابل كل جنديّ كردي 3 جنود من القوات الاتحادية»، الأمر الذي رفضته بغداد، التي طلبت بأن يكون «وجود البيشمركة رمزياً فقط، لطمأنة العوائل الكردية، حتى لا يكون دخولنا سبباً لنزوحها».
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت، إن واشنطن «لم تتلقّ طلباً عراقيّاً للتوسط في الأزمة القائمة بين الجانبين»، مشيرةً في مؤتمرٍ صحافي إلى أن «واشنطن تحثّ دوماً الحكومة الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان على حل خلافاتهما بالحوار والطرق السلمية».
وتأتي التصريحات الأميركية، بعد إعلان رئيس حكومة «الإقليم» نيجرفان البرزاني، أوّل من أمس، وجود «وساطة فرنسية» أجراها الرئيس إيمانويل ماكرون، لحل المشاكل العالقة بين الطرفين، متوقّعاً تسلّم ردّ خلال «اليومين المقبلين».
رسائل أربيل «الإيجابية» إلى بغداد، حملها أمس رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي أكّد استعداد حكومة البرزاني لفتح حوارٍ مع بغداد، لحلّ جميع الملفات الخلافية، لافتاً خلال لقائه برئيس «تيّار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، إلى «أهميّة الحوار الشامل المستند إلى الدستور، والقانون، وقرارات المحكمة الاتحادية، باعتبارها السُّبُل المُثلى لحل جميع الإشكاليات».
هذه الرسائل تقابلها بغداد بـ«إيجابيةٍ» مشروطة، ترتكز على استعدادها للدخول في حوارٍ مفتوحٍ مع أربيل، شرط نزول الأخيرة والتزامها «قرارات المحكمة الاتحادية العليا (الإعلان الرسمي لإلغاء نتائج الاستفتاء)، والدستور العراقي، وانتشار القوات الاتحادية على كافّة الأراضي المتنازع عليها، والمنافذ الحدودية».
وبالرغم من تكتم أربيل عن تقديم إجابةٍ واضحةٍ لبغداد، فإن النائب السابق محمود عثمان، يؤكّد استعداد «الإقليم» لتسليم المنافذ الحدودية تمهيداً لبدء حوار شامل مع الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن «الكرة في ملعب العبادي الآن».

أكّد فؤاد معصوم استعداد أربيل للشروع في حوارٍ شاملٍ مع بغداد
وأوضح في تصريح صحافي، أن «حكومة الإقليم، تنتظر جواب الحكومة الاتحادية، لتحديد موعدٍ لإرسال وفدٍ من حكومة أربيل، وممثلين عن كافة الأحزاب الكردية إلى بغداد، لبدء حوار شامل»، مشدّداً على أن «برلمان كردستان وحكومته، يرغبان في إجراء حوارٍ مع بغداد بأقرب وقت ممكن، لأن الإقليم بحاجة إلى الأموال لحل مشاكل رواتب موظفي الإقليم، وإعطائه نسبةً من الموازنة العامة، للسّير بعملية البناء والإعمار وأمورٍ أخرى».
وتشكّل قضيّة رواتب موظفي «الإقليم» إحدى المعضلات العالقة بين الجانبين، إذ تحوز مساحةً من الأخذ والرد، بين بغداد وأربيل، كان آخرها ردّ حكومة «الإقليم»، أمس، على تصريحات العبادي. وقال المتحدث باسم حكومة «الإقليم» سفين دزيي، أمس، إنه «أكّد مراراً وتكراراً أن العمل جارٍ في تدقيق قوائم راوتب موظفي الإقليم من أجل تأمينها»، إلا أنها «لم تطلب حتّى اللحظة أيّة قائمةٍ خاصّةٍ برواتبهم». وتساءل: «نحن لسنا مطلعين ولا نعلم ما هي هذه القوائم التي تدقق فيها حكومة العبادي؟»، موضحاً أن «شعب كردستان يدرك تماماً أن هذه ليست إلا تصريحات إعلامية لا غير، وبناءً عليه لم يعد لديه أيّة ثقةٍ بها».
(الأخبار)






«الحشد» يستعد للوصول إلى الحدود... مجدّداً

أعلن المتحدث العسكري باسم «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، أن فصائل «الحشد الشعبي» أنهت جميع استعداداتها العسكرية الخاصّة لـ«تحرير ما بقي من الجزيرة الغربية، وصولاً إلى الحدود العراقية – السورية»، غربي البلاد.
وقال الطليباوي، في تصريح صحافي، إن «المعركة ستكون خاطفة وسريعة، وسيعلن مع تحقيق أهدافها النصر العسكري على تنظيم داعش»، في وقتٍ أشرف فيه «الحشد» على عودة مئات النازحين إلى بيوتهم، في منطقة تلول الباج، جنوبي الموصل. وفي سياقٍ منفصل، قُتل ضابطٌ عراقي، أمس، في هجومٍ شنّه مسلحون يرجّح ارتباطهم بتنظيم «داعش» شمال البلاد. ونقلت وكالة «الأناضول» عن أحد الضباط قوله إن «مجموعة مسلّحة تستقل سيارة، فتحت النار من أسلحة رشاشة على ضابط برتبة رائد في الشرطة المحلية، في منطقة الفيلق، شمال غربي مدينة كركوك».
(الأخبار)





البرلمان: تهريب «الدواعش» بـ50 ألف دولار

كشف رئيس «لجنة الأمن والدفاع» في مجلس النواب العراقي، حاكم الزاملي، عن عملياتٍ لتهريب مسلحي «داعش»، إلى خارج العراق مقابل 50 ألف دولار لكل واحدٍ منهم. ونقلت قناة «السومرية نيوز» عن الزاملي قوله إن «قوات الأمن تحاول أن تسيطر على الحدود، لكن هذه مهمة صعبة، نظراً إلى أنها مفتوحةٌ مع سوريا»، حيث تصل إلى مساحة 600 كيلومتر مربع. وأضاف أن هناك «عمليات تهريب للدواعش، والأسلحة، والبضائع بين فترة وأخرى»، موضحاً أن «عملية تهريب عناصر داعش تجري بطرق مختلفة، فمنها ما يُجريها بعض ضعاف النفوس المنتمين إلى الأجهزة الأمنية، أو المنتمين إلى جهات معينة مختلفة وحتى رعاة الأغنام».
وأضاف أن «بعض البدو الرحّل يساهمون في عمليات التهريب، سواء من العراق إلى سوريا، أو من سوريا إلى العراق»، لافتاً إلى أنّ هناك من يدفع مبالغ مالية كبيرة، بحسب أهمية الشخص المراد تهريبه، من «5 آلاف دولار وصولاً إلى 50 ألفاً».
(الأخبار)