لا يشبه موريس لوقا غيره كثيراً، إذ لا يمكن الإصغاء للموسيقي والمؤلّف المصري إلا وإدراك أنّه يختلف كثيراً عن سواه. لوقا يعود هذه المرّة عبر عملين مهمين: الأوّل إدارته ـ أو بتعبير أدق برمجته- لمهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي وثانيهما جولة التعريف (أوروبياً وعالمياً) بألبومه الجميل «الإخفاء» مع تامر أبو غزالة ومريم صالح.
الموسيقي المصري الذي ولد في القاهرة حيث لا يزال يقيم، بدأ بالعمل الموسيقي وهو لا يزال حدثاً بعد (في 12 من عمره)، وكان آخر ألبوماته الشخصية «بنحيي البغبغان» (2014- من إنتاج «نوى» لمؤسسها العراقي المعروف خيام اللامي ــ الأخبار 19/2/2015) وثانيها بعد «جراية» (2011) لن يعزف أو يشارك كموسيقي مشارك في المهرجان الحالي في بيروت. بل إنه سيقوم بالتنسيق والبرمجة الموسيقية فقط. يقول لوقا لـ «الاخبار»: «أنا لا أدير المهرجان بالمعنى الحرفي للكلمة. لست إدارياً، ولست من بيروت كي أفعل ذلك لأعرف التفاصيل الإدارية كافة. أنا شاركت في السابق في المهرجان كموسيقي وفنان مشارك، ولديه – أي المهرجان ــ حالياً نظام جديد وهو اختيار موسيقي ليبرمج المهرجان. أبرمجه بمعنى أني أختار الفرق المشاركة بالتنسيق مع ادارة المهرجان».
ماذا إذاً عن اختيار الفنانين؟ كيف استطاع لوقا اختيار فنانيه المشاركين في المهرجان؟ يشرح الفنان المصري الذي يمزج في موسيقاه بين الموسيقى الشعبية التي نعرفها من الأفراح والموالد بتلك الإلكترونية/الآلاتية إلى حدٍ ما: «بالنسبة لي الموضوع الأساسي هو الموسيقى. هناك العديد من الفرق في بيروت ويجب أن تكون الفرق والاشخاص مختلفين كل عام. أنا من جهتي اخترت فرقاً أحب موسيقاها وأعتقد أن الجمهور سيحبهم».
ماذا إذاً عن تجربة إدارة المهرجان وبرمجته؟ اذ إنها باختصار تجربته الأولى في هذا النوع من العمل: «نعم هذه هي المرة الأولى التي أحاول فيها تولي نوع مماثل من الأعمال، لم أبرمج مهرجاناً من قبل. هي بالتأكيد تحدٍّ مهم، وتفتح أمامي وجهات نظر كثيرة، ومفيدة. هي فرصة لأتعرف وأتابع فنانين أكثر. أنا عامة متابع بشكل كبير بحكم عملي الدائم داخل الوسط، وهو أمر طبيعي ومتوقع، ولكن يجب أن أسمع أكثر، إذ قد يكون هناك أشياء لم أنتبه لها سابقاً» يؤكد لوقاً.
ماذا إذاً عن التجربة الخاصة في ألبومه «الإخفاء» مع مريم صالح وتامر أبو غزالة؟ يقول الفنان بأنّ المشروع «بدأ عام 2012. كانت فترة تعرفنا على بعض وعلى الموسيقى التي ينتجها كل واحد منا، وكنا متحمسين جداً للعمل معاً. حتى على المستوى الإنساني بدأت الأفكار تتكون فقررنا أن نعمل سوياً. كنا نتقابل على قدر ما نستطيع حتى بدأنا نشعر أنّ هناك شيئاً يتناسب بين الصوت والموسيقى والأداء. هناك سلاسة واستمتاع في العمل معاً. بدأنا العمل موسيقياً من 2012 ولغاية 2016، قد يبدو هذا طويلاً، لكن بالحقيقة كنا نلتقي بشكل متقطع. كنا نلتقي في السنة حوالي أسبوعين أو شهر على أكبر تقدير».
ماذا إذاً عن مرحلة ما بعد المهرجان والجولة الأوروبية للألبوم؟ «أحضر بالتأكيد لألبومي «السولو» الجديد، لم أحدد له اسماً بعد، لكن بالتأكيد سيكون حاضراً العام المقبل».