اسطنبول | يهدد ويتوعد المسؤولون الأتراك «الميليشيات» الكردية في عفرين، ويقولون إن الجيش لا ولن يتردد في القيام بالرد على أي استفزاز مصدره عفرين. كما أن القوات التركية قد تدخل عفرين في أي لحظة؛ مع المعلومات التي تتحدث كل يوم عن تعزيزات جديدة لها في محيط المنطقة.
وترى معظم الأوساط السياسية والإعلامية أن هذه التصريحات مادة للاستهلاك الداخلي، والمقصود منها شحن المشاعر القومية للأتراك؛ مع الحفاظ على التوتر بين أنقرة وواشنطن، بسبب دعم الأخيرة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية. والواقع يقول إن عفرين محاطة بالقوات التركية ولا يمكن للأكراد أن يتصدوا للجيش التركي في حال انفجار الوضع العسكري هناك. وترى الأوساط نفسها في عفرين جزءاً من حسابات أنقرة الخاصة بإدلب، ولأنها لا تريد أي مواجهة بين الجيش التركي ونحو آلاف العناصر من «جبهة النصرة» الموجودين في إدلب ــ وأغلبيتهم من الأجانب ــ ومعهم عدد مماثل من عناصر «الجيش الحر» والفصائل الحليفة له ولتركيا.
وتشير الأوساط المذكورة إلى سكوت أنقرة على وجود وسيطرة «الوحدات» الكردية على طول الحدود السورية مع تركيا، الممتدة من عين العرب شرق الفرات، إلى حدود العراق. وهي حدود بطول نحو 550 كيلومتراً. كما ترى في تناقضات الموقف التركي بين عفرين والشمال السوري علاقة مباشرة باتفاقيات الرئيس رجب طيب أردوغان في أستانا؛ وما لحق بها في سوتشي، والتي تتضمن المزيد من التفاصيل الخاصة بمعالجة الأزمة السورية، بدءاً من إدلب، مروراً بالشمال السوري حيث الجيش التركي في محيط جرابلس والباب؛ وانتهاءً بمعالجة المشكلة الكردية في شمال شرق سوريا. ومن الواضح أن الأزمة المستمرة بين أنقرة وواشنطن؛ حول الدعم الأميركي للميليشيات الكردية، لن تعالج إلا عبر التنسيق المباشر والسريع بين أنقرة وبغداد؛ مع دمشق. وكما كان العراق يعاني من مشكلة مسعود البرزاني، التي حسمت عبر التنسيق بين بغداد وكل من تركيا وإيران ــ وقليلاً سوريا!