يصل مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض، اليوم، إلى العاصمة الروسية موسكو، تلبيةً لدعوة نظيره نيقولاي باتروشيف، حيث سيبحث الطرفان المستجدات الإقليمية، ورؤية الجانبين لمرحلة «ما بعد داعش». وتأتي زيارة الفياض، عقب الانتهاء من أعمال القمة الروسية ــ الإيرانية ــ التركية في مدينة سوتشي، التي هدفت إلى تعزيز تفاهم الدول الثلاث، البعيد عن الأجندة الأميركية في سوريا، بالتوازي مع مطالبة العراق بحضور الجولة المقبلة من محادثات «مؤتمر أستانة 8».
وأكّد مصدر دبلوماسي عراقي، في حديثه إلى «الأخبار»، أن بلاده «قدّمت طلباً رسمياً لحضور الاجتماعات المقبلة»، مشيراً إلى أن «موافقةً شفهية أُبلغت بها بغداد، وتنتظر جواباً تحريرياً».
وتفسّر زيارة الفياض، إضافةً إلى برنامجها المحدّد، على أنها «تحضيرٌ» للمشاركة العراقية في «حلحلة الأزمة السورية»، الأمر الذي يفسّره المصدر بأن بلاده في طور العودة إلى «موقعها الطبيعي» في المنطقة، ورؤية رئيس الحكومة حيدر العبادي، ونقاطها الخمس، وجولاته الإقليمية «ستساهم في تحقيق الاستقرار».
وبعيداً عن دوره «الأمني» في الدولة العراقية، «فاجأ» الفياض، أوّل من أمس، الأوساط السياسية والشعبية بإعلانه تأسيس حركته السياسية، بمسمى «عطاء» للمشاركة في الانتخابات المقبلة، رغم شغله أيضاً منصب رئيس «هيئة الحشد الشعبي». وأكّد الفياض أن «حركته تضمّ شخصياتٍ من جميع أطياف الشعب العراقي»، مشدّداً على أنها «ستكون ملتزمة الدستور، وتوصيات المرجعية الدينية»، من دون أن يذكر أيّة تفاصيل أخرى.
والتحق مع الفياض ثلاثة نواب في «تيّار الإصلاح الوطني» (برئاسة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري)، هم رئيس الكتلة النيابية السابق لـ«التيّار» هلال السهلاني، وزاهر العبادي، وحيدر الفوادي، بالتوازي مع الحديث عن إعلان شخصيات كثيرة في «الإصلاح» انضمامها رسمياً إلى «عطاء»، فيما ستلحق بها شخصيات أخرى في الأيام المقبلة، ما يعني أن تيّار الجعفري أمام «استحقاقٍ وجودي»، مع التراجع الكبير لشعبيته في الشارع العراقي وحضوره، وفق توصيف المراقبين.
(الأخبار)