بعدما أخذ كاتالونيا نحو استفتاء للاستقلال تبيّن في ما بعد أنه رهان خاسر، أعلن رئيس الإقليم المقال والذي يتعرض للمحاكمة، كارس بوغديمون، أنه يفضّل الحوار مع مدريد لتحقيق استقلال الإقليم، بدلاً من الدفع بشكل أحادي إلى الانفصال، في مؤشر جديد على ليونة في مواقفه.
تزامناً مع ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن حزب بوغديمون «الديموقراطي الأوروبي الكاتالوني»، وحليفه «حزب اليسار الجمهوري»، يخططان للتخلي عن دعوتهما إلى انفصال كاتالونيا بشكل «أحادي الجانب» في برنامجيهما للانتخابات الإقليمية المقبلة في 21 كانون الأول. وأكدت منسّقة الحزب «الديموقراطي الأوروبي الكاتالوني»، مارتا باسكال، أن «مسودة البرنامج الانتخابي ضمن هذا النهج. لم يتم الانتهاء منها بعد. يبدو هذا مساراً جيداً ويمكن العمل عليه». وأوضحت أن إقليم كاتالونيا «ينقصه أمران» لإعلان الاستقلال، وهما «أن يكون الأمر فعالاً، وأهم من أي شيء آخر أن يعتمد التحرك على دعم أكبر عدد من الناس».
لكن حزب «اليسار الجمهوري» في كاتالونيا يرفض التحالف مع حزب بوغديمون، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أنه رغم تقدمه في الحملة الحالية التي تنطلق رسمياً بتاريخ 5 كانون الأول، إلا أن التحالف المؤيد للاستقلال قد يخسر غالبيته المطلقة. وأوضح حزب «اليسار الجمهوري» الذي يتخذ موقفاً أكثر تشدداً حيال الاستقلال من حزب بوغديمون أن الحركة الانفصالية لا تزال بحاجة إلى كسب مزيد من الدعم لقضيتها. وقال المتحدث باسم الحزب في برلمان كاتالونيا، روجيه تورين، إن «عملية بناء جمهورية قد بدأت. نريد أن يتم التفاوض على ذلك». وأضاف أن الانتخابات الإقليمية المقبلة ستكون فعلياً بمثابة «استفتاء» جديد، و«لذا، نحضّ الحكومة الإسبانية على قبول النتائج».
يأتي ذلك بعدما فرضت مدريد سلطتها المباشرة على كاتالونيا وأقالت حكومتها بعد تصويت برلمان الإقليم الذي كان يتمتع بحكم شبه ذاتي لمصلحة الاستقلال الشهر الماضي. ودعت الحكومة الإسبانية كذلك إلى إجراء انتخابات جديدة في الإقليم «لإعادة الوضع إلى طبيعته».
(الأخبار، أ ف ب)