تكرّس «عين الفنون» كجمعية ثقافية فنية نوعاً من اللقاءات الشهرية التي إعتاد جمهورها على متابعته في سنوات الحرب. فقد فتحت الجمعية معتمدة على أعضائها ومنهم الإعلامية ديانا جبّور، ومصطفى الخاني، والموسيقي طاهر مامللي، والكاتب سامر اسماعيل، الجدل على نقاشات في المسرح، والسينما، والأدب، والفن التشكيلي، والموسيقى، والصحافة الفنية.
من هنا، عقدت فضاءها الثقافي أمس في «مركز تطوير التراث اللامادي» في حيّ «العفيف» الدمشقي، طارحةً عنواناً سجالياً هو «الهوية والعمارة». عنوان ناقشه مع الحضور كل من: طلال عقيلي المعماري المعروف، والباحث التاريخي سامي مبيض، بإدارة الفنان والناقد التشكيلي طلال معلا، الذي طرح أسئلة عن طبيعة العمارة السورية وعلاقتها المباشرة بالهوية. ثنائيتان استعرض عبرهما كل من عقيلي ومبيض حجم الخراب البصري والجمالي الحاصل قبل الحرب وأثناءها، ضمن مدينة مثل دمشق. مدينة تتجاور فيها أنماط بيزنطية، ويونانية، وإسلامية، وفرنسية، وسلجوقية وأيوبية، في عمارة تبدو اليوم محاطة بعشوائيات فاقمتها الحرب، وتركت الباب واسعاً على مخالفات بالجملة على مرأى وأنظار محافظة دمشق. الجمهور المتابع للفضاء الثقافي تابع بدوره النقاش مكمّلاً مع المحاضرين الثلاثة حلقة من الأسئلة الصعبة حول مستقبل العاصمة السورية ومصير آلاف الأسر النازحة إلى المدن الآمنة في سابع سنة حرب. أسئلة قد لا يكون من السهل الحصول على إجابات شافية لها، لاسيما في ظلّ الدمار الذي حلّ بمدن مثل حلب وحمص ودرعا ودير الزور، إضافةً لما داهم البنية الاجتماعية السورية من اختلالات بنوية على صعيد تحطيم الطبقة الوسطى التي كانت على أفول حتى قبل الحرب، لتجد نفسها في العراء أو عرض البحار هاربة من قسوة الاقتتال ومرارة ذوي القربى.