أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسألة التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، خلال محادثات أجراها أمس مع رئيسي وزراء اليابان وأستراليا. وقال إنه تمّ إحراز «قدر كبير» من التقدم في المفاوضات بشأن التجارة.
والتقى ترامب، على هامش اجتماع قمة لزعماء شرق وجنوب شرق آسيا (أبيك) في مانيلا، مع رئيسي وزراء اليابان شينزو آبي وأستراليا مالكولم ترنبول. وقال إن المناقشات خلال الاجتماع ستشمل التوتّر بشأن شبه الجزيرة الكورية والتجارة. وفي تصريحات مقتضبة، قبل استبعاد وسائل الإعلام من الاجتماع، قال ترنبول إنه لا بدّ من وقف «تهوّر» كوريا الشمالية، في الوقت الذي أكد فيه آبي أن أهم التحديات هو ضمان السلام والاستقرار الإقليميين.
وفي أعقاب الاجتماع، أفاد البيت الأبيض بأن «الزعماء الثلاثة جدّدوا تأكيد التزامهم بمواصلة أقصى قدر من الضغط على كوريا الشمالية، ضمن المساعي لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وأضاف البيت الأبيض في بيان أنهم «ناقشوا توسيع نطاق التعاون الأمني لتحسين قدرات الردع والدفاع ضد العدوان الكوري الشمالي».
وتابع البيان أن الزعماء الثلاثة ناقشوا الحاجة إلى تجارة «حرة ومفتوحة» في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وجعل ترامب، الذي كانت القضايا التجارية جزءاً أساسياً من حملته الانتخابية، الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي واحداً من أول تحركاته بعد تولّيه منصبه. وتعهدت إدارته بدلاً من ذلك بإبرام اتفاقيات ثنائية.
في غضون ذلك، صرّح ترامب بأنه سيصدر «بياناً كبيراً» بشأن كوريا الشمالية، وأنه سيلخص جولته الآسيوية الأخيرة عند عودته إلى واشنطن. ونقلت قناة «آي بي سي» الأميركية عنه قوله إن «هذا سيكون بياناً كاملاً بشأن كل من التجارة وكوريا الشمالية وأمور أخرى كثيرة». ووفقاً للقناة، فإنه ينتظر أن يصدر البيان عن الرئيس الأميركي يوم غد.

تعهّدت فيتنام والصين أمس بتجنّب النزاعات في بحر الصين الجنوبي


في سياق منفصل، تعهّدت فيتنام والصين، أمس، بتجنّب النزاعات في بحر الصين الجنوبي، وذلك في ختام زيارة للرئيس الصيني شي جين بيغ إلى هانوي، فيما أُطلقت مساعي جديدة للحوار لتخفيف التوتر مع دول أخرى في جنوب شرق آسيا. وجاء في إعلان مشترك، صدر في ختام الزيارة، أن الطرفين أعربا عن توافقهما على «ألا يتخذا مبادرة يمكن أن تؤدي إلى تعقيد النزاع». وأكد البيان ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة عن أن بكين وهانوي توصلتا، أول من أمس، إلى «توافق»، مشيراً إلى إصرارهما على «حفظ السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي». والبلدان على خلاف كبير حول هذا الموضوع منذ فترة طويلة.
وكان ترامب قد عرض على فيتنام أن يضطلع بدور «الوسيط» في هذا النزاع. ولم تعلّق هانوي على العرض الأميركي، لكن بكين التي طالما أصرّت على عدم لعب واشنطن أي دور في النزاع، احتجّت على ما عدّته تدخلاً أجنبياً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في إيجاز صحافي اعتيادي في بكين: «نأمل أن تحترم الدول غير المنتمية إلى المنطقة جهود دول المنطقة لحفظ الاستقرار الإقليمي لبحر الصين الجنوبي، ولعب دور بنّاء في هذا الصدد».
وتؤكد الصين حقّها في السيادة شبه الكاملة على هذا البحر الحيوي الذي يشكل معبراً لشحنات تجارية تصل قيمتها إلى خمسة تريليونات دولار سنوياً. كذلك يعتقد أنه يختزن احتياطات كبيرة من النفط والغاز. وشيّدت الصين خلال السنوات الأخيرة جزراً صناعية ومهابط للطائرات، ويمكن استخدام هذه الجزر قواعد عسكرية. وتطالب كلّ من فيتنام وتايوان والفيليبين وبروناي وماليزيا، كذلك، بالسيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، في خلاف لطالما اعتبر شرارة محتملة للنزاع في آسيا.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)