ما كان ينقص الإعلام العربي والخليجي سوى انتشار صورة الوليد بن طلال وهو مستلقٍ على الأرض (فرشة إسفنج) وحوله الوزراء والأمراء المعتقلون منذ أكثر من أسبوع. صورة رجل الأعمال السعودي تناقلها الإعلام بنحو واسع، وتصدّرت عناوين المواقع الإخبارية والصحف، خاصة أن تلك الصورة تزامنت مع انتشار لقطات للمعتقلين السعوديين، يُقال إنها من داخل سجنهم الفاخر فندق «ريتز كارلتون» في الرياض.

لكن قلّة تعرف أن شربل خليل وراء صورة الوليد (الصورة)، بعدما نشرها على صفحته على تويتر أخيراً، معلّقاً: «الوليد بن طلال في آخر صورة له من «ريتز كارلتون». صورة حصرية لشربل خليل، قريباً على «الجديد»». ترك المخرج والكاتب اللبناني الحرية للناشطين في الحديث عمّا يجول في بالهم حول اعتقال الملياردير السعودي إن كان فعلاً يقضي أيامه بتلك الحالة على الأرض.

الى جانب «دمى قراطية»
يقدم برنامجاً آخر على «الجديد»

راح بعض الإعلام يشرح أدقّ التفاصيل في الصورة، في ظلّ تعطّش المتابعين للحصول على صور للمعتقلين الأثرياء، وانتشرت الصورة لتحتل المنابر الإعلامية العربية جمعاء. في هذا الإطار، يشير خليل في اتصال مع «الأخبار» إلى أن الممثل جان بو جدعون هو الذي يلعب دور الوليد في مكان اعتقاله، قائلاً: «جان يشبه الوليد في بعض ملامحه، وجرى التركيز على المكياج بدقّة، فظهرت الصورة وكأنّها حقيقية، ولم يعرف الناظر إليها أنها تقليدية وليست أصلية». ويضيف مخرج «بسمات وطن»: «لقد تخيّلت المشهد الحاصل اليوم في «ريتز كارلتون».
الوليد يستلقي على الأرض وسط رفاقه الموقوفين. استوحيت المشهد من اللقطات التي انتشرت أخيراً عن مكان اعتقال السعوديين المعروفين». لكن هل أتت صورة الوليد ضمن الشماتة والهجوم الذي يشنّه خليل عليه بسبب الدعاوى التي رفعها المخرج ضدّ رجل الأعمال؟ يجيب: «أنا أهاجم الوليد منذ 5 سنوات، ولن أكفّ عن ذلك. لا أشمت به، «بدّي منو مليون دولار في ملفّ شركة «باك»». لكن تلك الصورة هي ضمن برنامج جديد للمخرج؟ يجيب الأخير: «نعم، هي ضمن فقرة برنامج ساخر سيعرض على قناة «الجديد» خلال أيام. العمل المنتظر سيحمل اسماً شبيهاً بـ «بسمات وطن» (مع البقاء على «بسمات...» فقط) الذي عرض سابقاً على lbci، إضافة إلى عرض «دمى قراطية» (بدأ عرضه العام الماضي على «الجديد») ضمن موسم جديد في الأسابيع المقبلة. لقد انتقلت كلّياً إلى «الجديد» وتركت العمل في محطة بيار الضاهر. مع العلم أن علاقتي بالأخير جيدة، وما زلنا على تواصل». لكن لماذا يتأخّر المخرج في الكشف عن اسكتش الوليد؟ يجيب: «هذا المشهد يتلاءم مع جميع التطوّرات السياسية التي قد تحصل قريباً، سواء عُرض الاسكتش اليوم أو بعد شهر، سيلقى الصدى نفسه». باختصار، في زمن الإعلام الذي «يعجّ» بالشائعات والأخبار غير الدقيقة، أحدثت صورة الوليد «هزّة افتراضية». كذلك جاءت لتؤكّد أن تسارع الأحداث اليوم قد يجعل بعض الإعلام يغرق في لعبة السوشال ميديا ولا ينتبه إلى مفاتيحها.