لا يعرف العاملون في قناة mbc ما يجري بداخلها اليوم. لا قرارات واضحة تتّخذها الادارة ولا خطّة برامج مكشوفة، وسط صورة «ضبابية» بإمتياز. في المقابل، يتلقّى الموظفون في الشبكة السعودية تطمينات من بعض القيادات الادارية بأن العمل في mbc مستمرّ رغم إعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمالك الشبكة وليد الابراهيم قبل أكثر من أسبوع.
كما طُلب من العاملين عدم التحدّث في قضية الاعتقال، ومتابعة عملهم بشكل عادي كأنّ شيئاً لم يكن. أما بالنسبة إلى البرمجة، فإن القناة ستمشي وفقاً لمخططاتها السابقة، مع العلم أن البرمجة الحالية قد تمّ تصويرها، على رأسها «ذا فويس كيدز» و project runway و «توب شيف». لكن الخطر الأبرز يحوم حول برمجة رمضان التي لم يتمّ بعد الاتفاق على المسلسلات التي ستنتجها mbc أو تشارك في إنتاجها. وهي غالباً ما تكون أعمالاً درامية تعرض حصرياً على شاشتها، وتخاطب جميع المشاهدين من المحيط الى الخليج. لكن في المقابل، فتسارع التطوّرات في القناة السعودية يفوق قدرة الصحافيين الذين يتابعون الأحداث. صحيح أن توقيف برنامج «et بالعربي» سبق إعتقال الابراهيم، لكن تمّ ربط الموضوع بباقي المفاجآت في المحطة. تلاه قبل أيام إعلان نوال الكويتية إنضمامها إلى «ذا فويس» مكان «غريمتها» أحلام، وهذه الخطوة جاءت من قيادات خارج mbc بناءً على قرارات سياسية ضدّ الفنانة الاماراتية. لم تتوقف التطورّات في الشبكة عند هذا الحدّ، بل ودّع داود الشريان القناة أمس بعدما عمل فيها لسنوات وقدّم برنامج «الثامنة» منذ العام 2012. وداع الشريان بدا مؤثراً في حلقته الأخيرة أمس، كأنّه يترك جزءاً منه داخل الوسيلة الاعلامية حيث عرف شهرة واسعة بالبرامج الاجتماعية وكان من أكثر الاعلاميين السعوديين تأثيراً في الشارع الخليجي. على أن يتمّ الشهر المقبل تعيين الشريان رئيساً لـ «هيئة الاذاعة والتلفزيون» السعودية (sbc)، وهو مركز إعلامي - سياسي. رغم إختلاف الوضع بين توقيف «et بالعربي»، والتخلص من أحلام، وإختتام «الثامنة»، إلا أن بعضهم يربط بين الخطوات السريعة التي تعيشها الوسيلة الاعلامية. إذ تُجمع غالبية الآراء على أنه حالياًَ يتمّ تفريغ mbc من أهمّ كوادرها الاعلامية والفنية عبر طرق معينة، فإما إسكات بعض الاعلاميين (السعوديين تحديداً) إلى مواقع إعلامية تابعة لولي العهد، أو الإستغناء عن خدماتهم كلياً. فهل بدأت عملية تفريغ القناة من مؤسّسيها بشكل سريع، وما هي الخطوة التالية؟.