على الرغم من حالة التخبّط التي تصيب تيّار المستقبل، بشكلٍ عامٍ، على خلفية استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة وعدم وضوح المرحلة المقبلة، إلّا أن قيادات تيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي، حاولت الاستفادة من هذه الحالة لإعادة شدّ عصب التيار ولملمة مناصريه، بالإضافة إلى استيعاب مناصري اللواء أشرف ريفي في البقاع.
فبعد الترهل الذي أصاب التيار في البقاع، ودخول ريفي على خطّ استقطاب مستقبليي المنطقة بذريعة المواقف الوسطية للحريري، استغل مسؤولو التيار التطوّرات لقلب المعادلة وتحويل الاستقالة إلى عامل جذب وتعاطف. وبحسب قيادي في تيار المستقبل، فإن «ما قبل الاستقالة ليس كما بعدها»، مضيفاً أنه «لا نخفي سراً أن حالة ريفي كانت تهدد التيار بشكل مباشر كونها تغرف من جمهورنا لا من جمهور أخصامنا، إلا أنه بعد الاستقالة اليوم، يختلف الوضع، وبات بإمكاننا إعادة شدّ عصبنا بسبب موقف الحريري».
من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عاصم عراجي لـ«الأخبار» إن «التململ الشعبي انتهى وعادت الدماء الى شرايين تيار المستقبل لتدب فيه الحياة من جديد».

عراجي: التململ انتهى وعادت الدماء إلى شرايين تيار المستقبل


بدوره، قال قيادي في «تيار« ريفي لـ«الاخبار» إن «ما أقدم عليه الرئيس الحريري أعاده إلى قيادة الشارع السني المحبط»، متحدّثاً عن إمكان المصالحة بين الحريري وريفي، «ما يؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة عمّا قبلها».
أما في المقلب الآخر، فيرى أحد قياديي حزب الاتحاد الذي يرأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الخصم الأول لتيار المستقبل في البقاع الغربي، أن «استقالة الحريري شدت العصب، وهذا ما حصل وخاصة في شارع التيار الأزرق، لكن ذلك لم يؤثر على جمهورنا في البقاع الغربي». واستغرب القيادي «بدعة» الرئيس نجيب ميقاتي التي خرج فيها ليعلن أن «أي اسم سني يكلف لتشكيل الحكومة يجب أن ينال إجماعاً سنياً يوضع في عهدة مفتي الجمهورية».