رغم قوته في بعبدا، لا يزال التيار الوطني الحر، قبل نحو 6 أشهر من الانتخابات، يتخبّط في معمعة الاستقالات. آخرها، قبل يومين، استقالة منسّق أقضية جبل لبنان فؤاد شهاب، لأن «رغبة المناضلين كانت بتأسيس تيار عوني مثالي يعكس صورة المدينة الفاضلة (...) فإذا بمصيدة فخ النظام الداخلي تتربص بنا (...)»، و«لأننا انتقلنا بين ليلة وضحاها من قياديين ومناضلين الى مجرد أرقام إما عليها الخنوع أو الرحيل»، بحسب ما ورد في رسالة استقالته.
وفيما يبدو قرار شهاب متصلاً بعدم ترشيح التيار له إلى الانتخابات، ينفي لـ«الأخبار» ذلك، متّهماً القيادة بعدم «الاهتمام بالقاعدة الشعبية. ولم يعد أحد يرد علينا أو على آرائنا في ما خصّ وضع الأرض أو المشاكل الحزبية الداخلية».
المنسّق المستقيل كان أحد المرشحين عن قضاء بعبدا بعدما نال في المرحلة الاولى من الانتخابات الحزبية الداخلية 115 صوتاً، وتأهّل الى المرحلة الثانية الى جانب نواب بعبدا الثلاثة. وهنا بدأت المشكلات، إذ استدعاه المجلس التحكيمي بعد شكوى زعمت أن ملفه يفتقد بعض الأوراق، لكن المجلس أصدر لاحقاً قراراً «بقانونية وضعي». رغم ذلك، لم يدرج اسمه في المرحلة الثانية، وتلقّى وعداً بإدراجه في المرحلة الثالثة. مرة أخرى استُثني شهاب، إلا أن ما حصل «لم يحبط من عزيمتي. فوجودي في التيار غير مرتبط بمنصب، وأبلغت القيادة أنني تخطّيت الأمر». أعاد المجلس التحكيمي استدعاءه أكثر من مرة على خلفية ظهوره الاعلامي وبسبب استقالة هيئات التيار في بعض البلدات. لكن «الكأس فاضت» عندما قرر تنظيم حفل لإزاحة الستار عن نصب لشهداء الجيش لمناسبة 13 تشرين باسم جمعيته «دعم لبنان القوي» في منطقة عاريا، فاستُدعي مجدداً وسط «تضييقات جمة، كما استُدعي ناشطون وأُمروا بعدم حضور نشاطي، علماً بأنني أحمل صفة رسمية كمنسّق». أقيم النشاط قبل 4 أيام، وحضره ممثلون عن القوات والكتائب والمردة والأحرار ونمور الاحرار وحزب الله وحزب الوعد وحزب التوحيد... فيما غاب تيار بعبدا، هيئة ونواباً ومسؤولين. تلقّف شهاب الرسالة، «إذ تبيّن أن القصة أبعد من استبعادي من لائحة المرشحين».
كلام شهاب يدحضه نائب رئيس التيار الوطني الحر رومل صابر، إذ يؤكد أن في التيار نحو 30 ألف منتسب يخالفون شهاب الرأي حول ما يضعه في خانة استقالته، أي إهمال القيادة للقاعدة. ويوضح صابر أن أبواب «المركزية» مفتوحة للجميع، والتيار يقوم بزيارة كل الأقضية، وأنه شخصياً متوافر معظم الاوقات للاستماع الى مشكلات المسؤولين والمنتسبين، ولم يتلقَّ يوماً اتصالاً من شهاب أو شكوى ما.