أكدت موسكو، أمس، أنه لا دليل على تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، بعد توجيه القضاء الأميركي اتهامات لثلاثة من مساعدي دونالد ترامب، بينهم مدير سابق لحملته الانتخابية، وذلك فيما هاجم الرئيس الأميركي وسائل الإعلام وخصومه الديموقراطيين، ووصف أحد المتهمين بأنه «كاذب». يأتي ذلك فيما أكد وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي أن الاتهامات الموجهة إلى بول مانافورت تتعلّق بأعمال قام بها، قبل أن يتعرف إلى الرئيس.
ومثل، أول من أمس، أمام المحكمة المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية بول مانافورت، ومساعد آخر لترامب هو ريتشارد غيتس، ورفضا تهمة التواطؤ ضد الولايات المتحدة وغسيل الأموال وعدداً آخر من التهم، بعد نشر عريضة الاتهام المتعلقة بالتدخل الروسي.
وفي خطوة منفصلة، اعترف عضو سابق في فريق ترامب هو جورج بابادوبولوس بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بشأن اتصالاته مع شخص مرتبط بالكرملين، بحسب ما جاء في اتفاق مع الادعاء كشف عنه الاثنين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي: «يتهموننا بلا أي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وفي دول أخرى»، مجدداً نفيه أي تدخل لروسيا في الانتخابات الأميركية. وسخر لافروف من الاتهامات لبلاده، قائلاً إن هناك تقارير تفيد بـ«أننا لا نتدخل في الانتخابات وحسب، بل كذلك نتلاعب بالطقس ونتسبب بفيضانات». وأضاف: «الجميع يحب التحدث، لكن لا أحد قادر على تقديم أي حقائق».

لافروف ساخراً: هناك تقارير تفيد بأننا نتلاعب بالطقس ونتسبب بفيضانات


من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا أساس لأي اتهامات توجه لموسكو. وأكد أن «أي اتهامات ناجمة عن تحقيقات في الولايات المتحدة بخصوص مواطنين أميركيين لا تعنينا». وقال: «هذا شأن داخلي أميركي ونحن بكل بساطة نكتفي بمتابعة الأمر باهتمام».
واتهامات الاثنين، هي الأولى التي يوجهها المحقق الخاص روبرت مولر الذي يدير تحقيقاً في التدخل الروسي، بعد أشهر من التكهنات بشأن تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وموسكو. وفيما لم يتم تقديم أي أدلة دامغة على وجود مؤامرة على أعلى مستوى، إلا أن التهم تشير إلى سعي محتمل لمجموعة من كبار معاوني ترامب للتعاون مع روسيا وحلفائها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية. واتُّهم مانافورت (68 عاماً) وريتشارد غيتس (45 عاماً) بإخفاء ملايين الدولارات، التي كسباها من العمل مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي الموالي لموسكو.
وأطلق سراح الرجلين بكفالتين بقيمة عشرة ملايين دولار وخمسة ملايين دولار على التوالي، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية. واعترف بابادوبولوس، المستشار السابق لترامب في شؤون السياسة الخارجية، بأنه حاول التستر على اتصالاته بأستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض الكشف عن «فضائح» تتعلّق بمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون.
(الأخبار، أ ف ب)