نهاية الأسبوع الماضي، تداول ناشطون عبر موقع «فايسبوك» خبراً مفاده أن مدرسة الآباء الأنطونيين في بعبدا أبلغت لجنة الأهل أنّها عازمة على فرض زيادة على الأقساط تبلغ مليونين و100 ألف ليرة عن كل تلميذ، بنتيجة إعطاء حقوق المعلمين في قانون سلسلة الرتب والرواتب.
ونشر هؤلاء صورة لتعميم باللغة العربية حمل الرقم 1 ـ 2017/2018 عليه ختم مدرسة الآباء الأنطونيين، بعبدا ــ الحدث، وفيه أن الأقساط المدرسية حددت على النحو الآتي: 7 ملايين و500 ألف ليرة للصفوف (روضة أولى، روضة ثانية، روضة ثالثة)،7 ملايين و800 ألف ليرة للتعليم الأساسي من الأول حتى السادس، و8 ملايين ليرة للتعليم الأساسي من السابع حتى التاسع، و8 ملايين ونصف مليون ليرة لمرحلة الثانوية العامة. وذُيّل التعميم بملاحظة أنّ هذه الأقساط مرحلية إلى أن تصدر الموازنة الرسمية، وأن تكاليف النشاطات التربوية والبدنية تعلن في حينه.
وما إن انتشر الخبر حتى أثار ردود فعل واسعة لدى أهالي التلامذة، الذين راحوا يراجعون لجنة الأهل ليسألوها عن حجم الزيادة غير المبررة التي تلامس، كما قالوا، الـ 37%.
«الأخبار» حاولت الاستقصاء عن الخبر من المصادر المعنية، ولا سيما من إدارة المعهد ولجنة الأهل، فاتصلت برئيس المعهد الأب المدبر جورج صدقة، الذي أجاب بسخرية عن سؤالنا عن التعميم المتداول: «لأ، الزيادة ثلاثة ملايين مش مليونين، وينو هالتعميم فرجوني اياه»، نافياً «فرض أي زيادة على الأهل قبل إنجاز الموازنة الرسمية الجديدة»، مؤكداً أنّ هذا المستند لا أساس له من الصحة.

الأب جورج صدقة ينفي
فرض أي زيادة قبل إنجاز
الموازنة الجديدة

صدقة لم يجب عن أسئلتنا المتعلقة بختم المدرسة على التعميم، وما يتم تداوله بين الناشطين عن أن مثل هذه الورقة تعطيها الإدارة للأهالي الذين يستفيدون من منح التعليم لدى مؤسسة الجيش اللبناني، علماً بأنّ صدقة لم يخرج ليقول إن هذا المستند مزور أو ما شابه، إلا أنه أرسل لـ«الأخبار» عبر «واتساب» جدولاً بالأقساط المدرسية للعام الدراسي 2017 ـ 2018 «باللغة الفرنسية»، ويظهر فيه أن القسط للروضة الأولى: 4 ملايين و200 ألف ليرة، الروضة الثانية والروضة الثالثة: 4 ملايين و750 ألف ليرة، بالاضافة الى 400 ألف (قرطاسية وملحقات)، التعليم الأساسي من الأول حتى السادس: 5 ملايين و75 ألف ليرة، مع 150 ألف ليرة (قرطاسية وملحقات)، التعليم الأساسي من السابع حتى التاسع أساسي: 5 ملايين و255 ألف ليرة مع 150 ألف ليرة (قرطاسية وملحقات)، الثانوي الأول: 5 ملايين و330 ألف ليرة، الثانوي الثاني: 5 ملايين و380 ألف ليرة، الثانوية العامة: 5 ملايين و430 ألف ليرة، مع 150 ألفاً (ملحقات) و600 ألف (بكالوريا فرنسية) لكل صف من الصفوف الثلاثة.
ينفي رئيس لجنة الأهل روجيه الشرتوني هو الآخر أن تكون هناك أرقام واضحة عن الزيادة المرتقبة حتى الآن، وأوضح أنّ هذا التعميم ليس صحيحاً، فهو سمع به عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصله منذ نحو شهر عبر «فايسبوك»، أي قبل الاجتماع مع الأهالي، وليس بالقنوات الرسمية. يقول: «هيدي الورقة مش مزبوطة، وما في زودة من المدرسة». ماذا عن ختم المدرسة على التعميم؟ يجيب: «هيدا الختم كمان مش صحيح».
وكان الشرتوني قد دعا إلى اجتماع، الأسبوع الماضي، حضره رئيس المدرسة الأب صدقة والمدير المالي ومحامي لجنة الأهل وبعض الأهالي للوقوف على آخر المستجدات في ما يتعلق بالسلسلة والتحضير للمشاركة في التظاهرة التي تنفذها اتحادات لجان الأهل في المدارس الكاثوليكية، عند الرابعة من بعد ظهر الأحد المقبل، في ساحة ساسين الأشرفية. وقد ساد الاجتماع هرج ومرج، إذ أعرب الأهالي عن غضبهم العارم من الزيادة التي قالوا إنها تصل إلى 37%، وقال الشرتوني إنه أبلغ الأهالي الغاضبين: «لو كنت ضدكم كما تقولون لما كنت أدعوكم إلى المشاركة في تظاهرة دفاعاً عن مطلبكم برفض تحمل أي زيادة على الأقساط». ويشدد الشرتوني على أن التظاهرة سلمية وأن الأب صدقة دعا هو أيضاً الأهل إلى التحرك وإعلاء صوتهم والاحتجاج على دفع أي زودة.
سواء كان هذا التعميم صحيحاً أو لا، أو كانت تمنحه إدارة المدرسة للأهالي الذين يستفيدون من منح تعليم غير مقطوعة، فإن ما يجري يطرح علامات استفهام كثيرة. فلماذا لم تلجأ الإدارة إلى القضاء إذا كان ختم المدرسة مزوراً أو مسروقاً؟ أمّا إذا كان الختم صحيحاً، فهل تسمح الإدارة بإعطاء الأهل لائحة أقساط مضخمة ليقدموها الى المؤسسات الضامنة؟