تصعيد سياسي جديد أطلقه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، من جنيف أمس، عبر تجديد حديث بلاده عن قرب «انتهاء حكم عائلة (الرئيس السوري بشار) الأسد» في سوريا. الكلام الأميركي المنسوخ عن تصريحات سابقة في نيسان الماضي، جاء بعد لقاء تيلرسون المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وأتى في وقت مهم، قبيل عدد من اللقاءات المنتظرة حول الملف السوري، من جنيف إلى أستانا والرياض، مروراً بحميميم.
وقال تيلرسون للصحافيين إن بلاده «تريد أن تكون سوريا موحّدة من دون وجود دور لبشار الأسد في الحكومة»، مضيفاً أن «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته، والقضية الوحيدة (الآن) هي كيف يمكن تحقيق ذلك». وأوضح أن أيّ «خروج للأسد» ​​يجب أن يتم من خلال عملية محادثات جنيف، غير أن مغادرته ليست «شرطاً مسبقاً» لبدء هذه العملية. ولعلّ الملفت في حديث تيلرسون كان تركيزه على أن تقدُّم القوات الحكومية السورية في الميدان لا يعد انتصاراً لإيران، موضحاً أن «إيران لم تنجح، كانت الحكومة الروسية أكثر نجاحاً... لا أعتقد أنه يجب إعطاء الفضل لإيران في هزيمة داعش في سوريا».
التجديد الأميركي لتصريحات تجاهلتها دمشق سابقاً، يأتي ضمن سياق أحداث إضافية يشهدها مسار الحل، إذ إنّ دي ميستورا أوضح عزمه على عقد جولة جديدة من محادثات جنيف في 28 تشرين الثاني المقبل، مضيفاً أنها ستشهد «مفاوضات حقيقية بشأن الدستور والانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة» بالتوازي مع «استكشاف لقضيّتي الحوكمة والإرهاب».
وفي موازاة ما سبق، استقبل الرئيس الأسد وفداً روسياً يرأسه رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانا، ألكسندر لافرنتييف. وأكد الأسد خلال اللقاء أن هزيمة الإرهاب «تهيّئ الأرضية للمزيد من العمل السياسي»، وخاصة أن «الحكومة السورية كانت وما زالت تتعامل بإيجابية تجاه أي مبادرة سياسية... بما يضمن وحدة وسيادة سوريا».
وشدد على أن «الدولة السورية مصمّمة على الاستمرار في الحرب على الإرهاب ودعم المسار السياسي... من خلال المصالحات الوطنية والحوار بين الجميع عبر مؤتمر حوار وطني في سوريا، وصولاً إلى تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة».
وتأتي تصريحات الأسد بدورها كمؤشر لافت على قبول دمشق المبدئي بالجهود التي تبذلها موسكو لعقد مؤتمر تستضيفه «قاعدة حميميم»، على أن تدعو إليه طيفاً واسعاً من القوى السياسية والفعاليات الشعبية.
(الأخبار)