دخل بعض المنتجين السوريين في الفترة الأخيرة إلى ميدان الإنتاج من دون أن ينقصهم الحماس والحرفة في الاعتماد على أصحاب الموهبة والخبرة معاً، وإن فاتتهم الخبرة في بعض الأماكن. وفقاً لهذا المنطق، تأسست شركة «إيمار الشام» للإنتاج الفني بشكل محترف، متخذةً مكاتب لها في أحياء المزّة.
استقدمت أستاذة «المعهد العالي للفنون المسرحية» رانيا الجبّان لتنتقي لها المناسب من النصوص وتختار فريق عمل متميّزاً، وتشرف على العملية الإنتاجية من ناحية السوية الدرامية. بدا واضحاً من خلال نقاشات معمّقة مع أصحاب القرار في هذه الشركة، بأنها دخلت السوق بمنطق وهدف رئيسيين يتمثّلان في الرغبة الحقيقية في ضخ كلّ وسائل الدعم المادي والفني في محاولة لإعادة ألق الدراما السورية، عبر استراتيجية تضمّ في كوادرها أهمّ الكفاءات والخبرات الفنية التي تنسجم مع المواهب الشابة المُبدعة. كل ذلك من أجل تشكيل فريق عمل مُتكامل تصقله الخبرة، ولا ينقصه الدم الشبابي الجديد لتزخم التجربة بالتجدد. أيضاً جرّبت الشركة السورية تقديم صورة بصرية مبهرة كإطار شكلي لمضمون درامي يزخر بالتجربة الحياتية، مستعينة بأحدث التقنيات المبهرة في مجال الصورة التلفزيونية والسينمائية. رغم الخسائر المادية الواضحة التي مُني بها مسلسلها البكر «شوق» (حازم سليمان ورشا شربتجي)، إلا أن «إيمار الشام» أعادت الكرة بإنتاج كبير، مع الثنائي الكوميدي البارع الليث حجو وممدوح حمادة في تجربة «الواق واق» التي يتم تصويرها حالياً في تونس. المشروع الإنتاجي للشركة السورية لن يكون سوى تمهيد لطرح مشروع أكبر وأهم، وهو إطلاق محطة تلفزيونية بخبرات شبابية وكفاءات عالية. إذ يتم التحضير حالياً لهذا المشروع، ويعقد مدير «إيمار الشام» باسم زيتون اجتماعات عدّة مع إعلاميين شباب، بغية الوصول إلى صيغة نهائية للقناة ودورة برامجية متوازنة، إضافة إلى عرض عدد كبير من المسلسلات السورية. لا نعرف حتى الآن إن كان سيطلق على القناة اسم الشركة ذاته أم أنه سيتم الاعتماد على إسم جديد. الخطوة ستفتح المجال لإطلاق سوق عرض محلية تنقذ الدراما السورية من مأزقها العميق، وتعيد لها الهوية المحلية والنفس الخاص اللذين كرساها كصناعة عربية رائدة. إذ يُحكى عن إطلاق قناة خاصة ثانية باسم «نينار» إضافة إلى الإذاعة السورية التي تحمل نفس الاسم خلال الشهور القادمة.