تحقق الإذاعات السورية رواجاً لا بأس به، أقّلها على الصعد المحلي، كما أن بعضها تمكّن من الوصول إلى حضور عربي من خلال بث سلايدات على القمر الفضائي «نايل سات. ومع أن سوريا تملك عشرات الإذاعات الخاصة والرسمية، إلا أن أحدها لا يخرج من عباءة الفن تماشياً مع الترخيص الممنوح لجميعها من وزارة الإعلام، وهو ترخيص فني تجاري.
مع ذلك تمكّنت «سوريانا إف إم» و«شام إف إم» و«المدينة» مثلاً من استقطاب المستمع لنشرات الأخبار والتحليلات السياسية والبرامج الخدمية والحوارات الفنية، من دون أن تتمكن أي منها من تقديم دراما إذاعية تحقق الصدى الطيب، حتى أنه يمكن القول بأن هذه الموضة بالنسبة للإذاعات السورية باتت قديمة، فأقصى ما يستمع له جمهور الراديو هو الأغاني، والأخبار، والبرامج الخدمية. مع ذلك، تصر «إذاعة دمشق» وهي أقدم واعرق الإذاعات العربية التي ساهمت تاريخياً في إطلاق عمالقة الغناء العربي، بالتمسك بتقليد الدراما الإذاعية خاصة أنه سبق لبعض مسلسلاتها أن حققت نسب حضور أكثر من التلفزيون مثل «حكم العدالة» و«ظواهر مدهشة» و«يوميات عائلية». الأخير قدمه النجمان وفاء موصللي والراحل عصام عبه جي. هكذا، تنتج الإذاعة الرسمية مجموعة أعمال درامية بشكل دوري، وآخر نتاجاتها كانت مع المخرج مظهر الحكيم والكاتب وليد خربوطلي في مسلسل «صمت القلوب» الذي انتهى تسجيله بمشاركة أكثر من 60 ممثلاً وممثلة سجلوا أدوارهم في استديوهات الاذاعة ومنهم: رياض نحاس، بسام لطفي، اسكندر عزيز، فاضل وفائي، محمد الطيب، أحمد خليفة، واصف الحلبي، جمال نصار وموفق الأحمد.