أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل» في الدورته الرابعة عشر، التي ستُقام ما بين 6 و13 كانون الأوّل (ديسمبر) 2017.
وتشمل هذه المسابقة جوائز: «أفضل فيلم روائي»، و«أفضل فيلم غير روائي»، و جائزة لجنة التحكيم الخاصة (لفيلم روائي أو غير روائي)، و«أفضل مخرج»، و«أفضل ممثل»، و«أفضل ممثلة».
تتضمن المجموعة الأولى من الأعمال المشاركة فيلم «إلى آخر الزمان»، في عرضه العالمي الأوّل للمخرجة الجزائريّة ياسمين شويخ التي تُنجز هنا فيلمها الطويل الأوّل بدعم من برنامج «إنجاز» لمرحلة ما بعد الإنتاج، وهو برنامج تابع إلى سوق «مهرجان دبي السينمائي الدولي». تدور الأحداث داخل مقبرة «سيدي بولقبور»، حيث جهّز حفّار القبور «علي» (70 عاماً) كلّ شيء لاستقبال العائلات الوافدة إلى المكان بمناسبة الزيارة الموسمية للترحم على أرواح موتاها. يلتقي «علي» الستينية «جوهر» التي تزور قبر شقيقتها، للمرّة الأولى بعد فقدان زوجها. لدى هذه المرأة رغبة في أن يكون رُقادها الأخير إلى جوار شقيقتها، فتقرّر بدء تنظيم جنازة خاصة بها، وتطلب المساعدة من «علي». خلال فترة الإعداد، يكتشف الإثنان بعضهما على وجل، وعلى الرغم من تردّد «جوهر» في الانسياق وراء هذا الشعور المتجدّد في عمرها الحالي، تصبح المقبرة مسرحاً لقصة حب.
تنضم المخرجة المصرية هالة القوصي إلى المهرجان مع فيلمها « زهرة الصبّار» المدعوم من برنامج «إنجاز»، والذي يروي قصّة ثلاث شخصيّات، هي: «عايدة» الممثلة الصاعدة والآتية من خلفية قروية وتجد نفسها بين ليلة وضحاها مطرودة من منزلها وتجول في شوارع القاهرة بصحبة جارتها «سميحة» البرجوازية المنطوية، ومن دون أيّ مال أو مكان تلجآن إليه. تبدأ «عايدة» بمساعدة شاب اسمه «ياسين» رحلة البحث عن مأوى. يتحرك الثلاثة في رحلة لاكتشاف الذات ما بين أحداث عادية، وأخرى كارثية أحياناً، فيما تنمو بينهم صداقة تفوق الاعتياد.
ويعود المخرج المغربي نبيل عيوش مجدداً من خلال فيلم «غزية» الذي اختير ليمثل المغرب رسمياً في «الأوسكار» عن فئة أفضل فيلم أجنبي. يتطرّق الشريط إلى مفهوم الحريّة من منظور خمس قصص مختلفة، يبدأ بعضها في الثمانينيات وأخرى في الوقت الراهن في الدار البيضاء، والرابط الوحيد بين القصص هو معلّم في مدرسة في قرية صغيرة في جبال الأطلس.
أما المخرجة الفلسطينيّة آن ماري جاسر، فتشارك في الحدث الإماراتي بفيلمها «واجب» الفائز بجائزة «دون كيشوت» في مهرجان «لوكارنو» السينمائي، والذي اختير لتمثيل فلسطين رسمياً في «الأوسكار» عن فئة أفضل فيلم أجنبي. يتطرّق الفيلم إلى الصراع بين الأجيال، وتدور أحداثه في مدينة الناصرة عندما يعود الشاب «شادي» إلى مسقط رأسه، بعد سنوات طويلة من الغياب في الخارج، لمساعدة والده في التحضير لزفاف أخته. خلال هذا اليوم، تتوضح ملامح العلاقة الهشّة والمتوترة بين الرجلين، لتصل إلى ذروتها وتضع كلاً منهما أمام تحديات مختلفة. يجمع الفيلم الممثل الفلسطيني محمد بكري وابنه صالح للمرّة الأولى على الشاشة الكبيرة في فيلم طويل.
ومن بين الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»، هناك فيلم «جنّة بلا ناس» في عرضه العالمي الأوّل للمخرج اللبناني لوسيان بورجيلي. في هذه التجربة، يروي لوسيان قصّة سيّدة العائلة «جوزفين» التي تجد نفسها سعيدة للمرّة الأولى منذ سنتين، حين تجمع أفراد عائلتها المتباعدة حول مائدة غداء عيد الفصح. فرح ظاهري يخفي أجواء التوتّر السائدة في العائلة، وتكفي حادثة بسيطة لإحداث تغيير جذري في حياتهم، ولتُنسي هذه السيّدة وجميع أفراد عائلتها أجواء الاحتفال والفرح.
ومن لبنان أيضاً، تشارك المخرجة رنا عيد بفيلمها غير الروائيّ «بانوبتيك» المدعوم من برنامج «إنجاز»، والذي يتمحور حول مدينتها بيروت. «بانوبتيك» هو رسالة موجهة من عيد إلى والدها في محاولة للتعبير عن حزنها إثر وفاته، وفيه استذكارٍ للأوقات التي أمضتها في الملاجئ تحت القذائف خلال الحرب الأهلية. تحاول رنا التصالح مع ماضي بلدها المضطرب، ليتغلغل الشريط في خفايا العاصمة اللبنانية كاشفاً المفارقات العديدة السائدة في لبنان، في حين اختار البعض من شعبه إشاحة البصر عن عيوبه وعن تاريخه. تستكشف المخرجة بالصورة والصوت عدداً من المعالم الشهيرة في المدينة ومن خباياها.
الفيلم غير الروائي «آخر الرجال في حلب» للمخرج السوري فراس فيّاض سيكون حاضراً أيضاً في المسابقة، وهو سبق أن حاز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في «مهرجان ساندانس السينمائي». بعد أكثر من خمس سنوات من المأساة السورية، يُعدّ سكان مدينة حلب أنفسهم لمواجهة حصار خانق. يرصد العمل حياة اثنين من عمّال الدفاع المدني (ذوو الخوذ البيضاء)، ويُسجّل تفاصيل الحياة اليومية أثناء الحرب، مصوّراً مأساة الأحداث وتناقضاتها التي تتشابه مع قصص العديد من السوريين الذين يعيشون تحت نيران الحرب.
ويشارك المخرج العراقي محمد جبارة الدراجي بفيلمه «الرحلة» الذي يسلّط الضور على قصّتي «سارة» المُقْدمة على تفجير نفسها في محطة قطار وسط بغداد وموظف المحطة «سلام» الذي يدرك أنّ المرأة تحمل حزاماً ناسفاً. يحاول «سلام» إقامة معبر للحديث معها كي ينقذ نفسه وكل من حوله في المحطة.
بدوره، لن يغيب المخرج العراقي ــ البلجيكي سهيم عمر خليفة، الحائز على العديد من الجوائز عن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» هذه السنة، إذ يحضر بفيلمه الروائي الطويل الأوّل «زاغروس»، والذي يروي فيه قصة کردي يعمل راعياً للغنم ويعشق زوجته، لکنها ترحل هي وابنتها إلى بلجيكا إثر شائعات انتشرت عن خيانة المرأة لزوجها. بعد فترة، يلحق الرجل بالمرأة وابنتها، قبل أن يكتشف أموراً غريبة عن زوجته ما يهز ثقته بها، ليتخذ لاحقاً قراراً حاسماً.
وبمناسبة الإعلان عن المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل» قال مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي » إنّ الحدث يركّز على «عرض أبرز المواهب العربية، ويمنحها مسابقة خاصة بها، للإسهام في تطور السينما العربيّة»، مضيفاً أنّ الأعمال المشاركة هذا العام «تتضمّن مزيجاً منوّعاً وغنياً من نتاج مبدعين عكسوا تاريخ وواقع وطننا العربي الثري بالقصص والحكايات الإنسانية».
من جهته، قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، إنّ أفلام مسابقة «المهر الطويل» لعام 2017 «تستكشف قضايا العالم العربي المعاصرة والمتعلّقة بالمناخ السياسي، إضافة إلى التقاط وإبراز المواضيع الاجتماعيّة التي يعاني منها المجتمع مثل الهويّة والتهميش واكتشاف الذات»، موضحاً أنّ أبطال تلك الشرائط «يجدون أنفسهم في مواجهة أوقات وظروف عصيبة، ما يدفعهم إلى اكتشاف الذات في رحلاتٍ طويلة، ونحن واثقون بأن هذه القصص ستثير اهتمام المشاهدين في كانون الأوّل المقبل». يُذكر أن باب التسجيل للمشاركة في الدورة الـ14 من « مهرجان دبي السينمائي الدولي » مفتوح الآن أمام الإعلاميين والطلبة والعاملين في صناعة الأفلام.