في تموز (يوليو) 2016، رأى مراسل otv جورج عقل، أن دعوة الزميل حسن عليق للاقتصاص من العملاء «مسّ بكرامة» العميل فايز كرم. وقتها، بنى تقريره على خلفية الدعوى التي رفعها كرم ضد عليق بهدف الدفاع عن العمالة وتلميع صورة كرم.
ومع انطلاق الجدل أخيراً حول ما بات يُعرف بقضية زياد دويري، سأل عقل على صفحته الفايسبوكية متأففاً: «مطوّلي بعد حملة مقاطعة إسرائيل؟ يوم تمتعض الأبواق من حدث عالمي مرّ في إسرائيل، ويوم يمنع فيلم لأن بطلته إسرائيلية، ويوم منوقف حفل لفنان لأنو سبق وغنى بإسرائيل». جمع المراسل الفذّ في هذا المنشور خلاصة واضحة وساذجة، تقول بوضوح إن التطبيع مع العدو بات يدعو للنفور والانزعاج، وأضحى في خانة الـ «ديموديه». جورج نفسه أتحفنا أمس بتقرير عمّا حصل في «جامعة القديس يوسف» (كلية الحقوق والعلوم السياسية) لدى احتجاج عدد من الطلاب على وجود المخرج زياد دويري في حرم الجامعة بدعوة من «جامعة للكل». رأى عقل أنّ ما «تُسمّى حركة المقاومة» منعت صاحب فيلم «قضية رقم 23» من أن يحاضر في الجامعة، واصفاً ما حدث بـ «الانقلاب على الأعراف التي تميّز لبنان عن سواها في محيطه». لم نفهم هنا ما المقصود بـ «الأعراف»، وما سرّ الدفاع عن دويري الذي مكث في الأراضي المحتلة لتنفيذ فيلمه السابق «الصدمة» حين قال عقل إن «السلطات اللبنانية المعنية أفرجت عن دويري من دون تهمة تذكر»، قبل كيل المديح له على اعتبار أن المخرج اللبناني يصّمم «على طرح الواقع اللبناني على طريقته».
طبعاً، لم يكن تعاطي otv في البداية مع قضية دويري على هذا النحو، بل وازنت مقاربتها للضجّة المثارة حول المخرج اللبناني مع ترجيح الكفة لمصلحة طرح أسئلة عن ذهابه إلى فلسطين المحتلة. لذا، تبدو حالة جورج عقل منعزلة مع عدم التبرير للمحطة عدد الانزلاقات التي يقودها إليها هذا المراسل، وانحرافه عن الخطّ المهني الواجب اتباعه، وإسقاطه لأي اعتبار لقضية التطبيع مع العدو.
في السياق عينه، كان لافتاً ما نشره جيرار بجاني، مدير «جامعة للكل» صاحبة الدعوة، على صفحته الخاصة على فايسبوك (باللغة الفرنسية)، إذ وصف المحتجين بـ «الظلاميين» الذين يريدون «تعتيم العقل»، فيما استهجن أن يكون هؤلاء ضمن طلاب الجامعة، متهماً إيّاهم بأنّهم كانوا يحاولون «نصب فخ» لدويري. وبين مصطلحات «العنف»، و«الكراهية» التي وسم بها المحتجين، مقابل مفردات «الديمقراطية» و«المدنية» التي أُلصقت بدويري، خطّ الأستاذ الجامعي بوسته الفايسبوكي، موقظاً خطاباً مذعوراً مرّ عليه الزمن لناحية الإقصاء واعتبار الاحتجاج حركة «كراهية وعنف» على شاكلة خطاب الرجل الأبيض.
ولعل المضحك في تغطية محاضرة دويري أمس في «الجامعة اليسوعية» ما خرج علينا به موقع «ليبانون ديبايت» تحت عنوان «زمن حزب الله... منع محاضرة في الجامعة اليسوعية».عنوان تناقله عدد من المواقع الإلكترونية مع مضمون فارغ لا يمتّ إلى العنوان بصلة، بل يهدف حصراً إلى الإثارة!