في انتخابات الـ2009، جرى التعامل مع النائب السابق منصور البون بوصفه مُمثل فريق 14 آذار وتيار المستقبل والمملكة العربية السعودية في كسروان، الذي سيكسر هيبة النائب ميشال عون كـ«زعيم للمسيحيين». مُدّ البون بكلّ أنواع الدعم المادي والخدماتي، حتّى وصل الزفت إلى أسطح المنازل.
اقترب النائب الخدماتي من الفوز (حلّ أول الخاسرين بنسبة 48.5%، مقابل 50.7% لآخر الرابحين جيلبيرت زوين)، من دون أن يُحقّق هدفه، لأسباب عدة، منها ما قيل عن عدم توظيفه لكل المساعدات التي تلقّاها في معركته الانتخابية. كان البون من أبرز النواب الذين أنهى «التسونامي» العوني وجودهم النيابي، وإلى جانبه حليفه/غريمه التقليدي النائب السابق فريد هيكل الخازن. الأدوار تبدّلت هذه المرّة، حيث بات يُنظر إلى الخازن كأنّه في «بوز المدفع» الموجّه ضدّ التيار الوطني الحرّ والعهد الرئاسي، مُستفيداً من الدعم غير المحدود الذي يوظفه لمصلحته تيار المردة. علماً أنّ البون يسبق الخازن دائماً، ولو بفارق بسيط: حصل الأول على 34.9% عام 2005، والثاني على 34%، وفي دورة الـ2009 نال الخازن 47.7% من الأصوات.

يكشف الخازن عن اتجاهه للتحالف مع حزب الكتائب


كان الوحيد الذي طرح نفسه مُرشحاً إلى الانتخابات الفرعية في وجه العميد المتقاعد شامل روكز في الأشهر الماضية، قبل أن تُقرّر السلطة تطيير الاستحقاق الذي يفرضه الدستور لانتخاب خلف للعماد ميشال عون في مقعده النيابي الكسرواني. اقتنع بأنّ حظوظه بالفوز مرتفعة جداً، إلى حدّ اعتباره أنّ عدم إجراء «الفرعية» جاء حتى لا يحصد المقعد قبل أقل من سنة من موعد انتخابات عام 2018 النيابية. مع الإشارة إلى أنّ كلّ القوى السياسية في كسروان، التي يجمعها هدف مُحاربة التيار العوني، ما كانت متحمسة لتنصيب الخازن نفسه «بطلاً» منذ الآن.
لا يزال ابن غوسطا يعتبر نفسه «رأس حربة» في الانتخابات النيابية، وأنّه مرجعية لـ«الجو الاعتراضي في كسروان، رغم أنّ التيار يملك عصباً شعبياً أقوى»، كما يقول لـ«الأخبار». ولكن، هناك رأي آخر، يتبناه أحد النواب الكسروانيين السابقين، يعتقد أنّ الخازن من أضعف العناصر السياسيين في الدائرة. السبب الرئيسي لذلك أنّ «فريد هيكل» معزول على صعيد التحالفات، «في كسروان وفي جبيل». لا يزال غير قادرٍ على تأمين مُرشحين يرفدونه بالأصوات، لتأمين الحاصل الانتخابي، «لكونه لا يملك أكثر من قرابة 7000 صوت في كسروان (هو يُقدّر قوته بـ12 ألف صوت كسرواني)، الـ1500 تقريباً في جبيل». وليس من داعمٍ حقيقي له سوى تيار المردة، الذي يعتبر الخازن حليفاً وستوضع كلّ الإمكانات بتصرفه حتى يفوز بالمقعد. في المقابل، تقول المصادر، إنّ «وضع البون أفضل، لأنّه مبدئياً ستتشكل لائحة تضمه ومُرشح حزب الوطنيين الأحرار مارون الحلو، وحزب الكتائب، والنائب السابق فارس سعيد». يُضاف إلى ذلك ما يُحكى عن «تراجع حماسة الوزير السابق زياد بارود للترشح؛ وغياب أي إمكانية للتحالف بين الخازن والتيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية». تتحدّث المصادر عن وضع الخازن «الحَرِج»، مُدركةً أيضاً أنّ الأمر نفسه ينطبق على القوات اللبنانية التي لا تسير الأمور بينها وبين رجل الأعمال نعمة افرام على ما يُرام، و«الرافعة» الوحيدة التي تتّكل عليها هو رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط.
لا يوافق الخازن على ما تقدّم، فـ«أنا لست معزولاً، وهناك حركة سياسية ستظهر في الأيام المقبلة». النقطة الأهم، بنظره، من عقد التحالفات تتمثل بوجود «مشروع معارض ــ تصحيحي واحد، يجمع حوله قوى سياسية متنوعة من مجتمع مدني ورأي عام معارض، وشخصيات مستقلة، وحزب الكتائب، ويصل إلى المجلس النيابي ببرنامج سياسي مُعارض. وفي كسروان ــ جبيل، جوّ كبير يدور حول هذه الفكرة». يعرف الخازن أنّ الأطراف التي عدّدها لا يجمع بينها سياسياً شيء، كصداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد وتأييده لحزب الله وخطّ المقاومة، مُقابل تنصيب حزب الكتائب نفسه «حارساً» لمحطة 14 آذار. ولكنّه يُبرّر بأنّ «القوى مُجتمعة حول فكرة وجوب تصحيح مسار أداء السلطة على مستوى الهدر والفساد واستباحة الدستور». حتى إنّ الخازن يُتهم في كسروان بأنّه يحمي مخالفي القانون، وأصحاب الكسارات والمحافر، ويتعدّى على البيئة، في حين أنّ «المجتمع المدني» وقيادة الصيفي، يضعان نفسيهما في مواجهة «المُخالفين». يردّ الخازن بأنّ «الجبّالات والتعهدات هي مجال عمل إخوتي. ولكن بما يعني تشويه البيئة، فنحن لا نملك مرامل ولا كسارات، ولا نُغطي أصحابها».
«وزير أشغال كسروان»، كما يُطلق عليه تهكّماً في القضاء، نظراً إلى علاقته بـ«المردة» والخدمات التي يُنفذها عبر وزارة الأشغال، يُدافع بأنّ «الخدمات ضرورية في منطقة محرومة. ومع الوزير يوسف فنيانوس أنعشنا المنطقة». يعترف بأنّ الخدمات «ما بتجيب أصوات»، بل تبني صورة «بأنّ هذا الرجل يخدم»، سائلاً: «كم نائباً يوجد في كسروان؟ أنا لست نائباً، ولكن من الذي يخدم؟». أما عن الاتهامات العونية ضدّه بأنه يستغل الزفت، لبناء حيثية انتخابية، فيُبرر بأنها «كانت معونة لأنّ الوضع كارثي، خاصة في الفتوح، وقد بدأناها قبل انتخاب الرئيس ميشال عون».
في ما خصّ التحالفات الانتخابيّة، يؤكد الخازن أنه ليس وحيداً، «فالتحالف مع المردة ثابت، وهناك اتجاه للتحالف مع الكتائب». بالنسبة إلى البون، يرى الخازن أنّ من المُبكر حسم التعاون الانتخابي من عدمه، رغم أنّ المصادر الكسروانية تعتبر أنّ من مصلحة الرجلين في النتيجة التحالف. أما عن العلاقة بين الخازن ونعمة افرام، «فالأخير أخي وصديقي. صفحة الخلافات طُويت، وإذا لم يتحالف مع القوات، فلا شيء يمنع أن نترشح على لائحة واحدة». في جبيل «توجد شخصيات عدّة قد نتحالف معها، كفادي روحانا صقر والعميد ميشال كرم، وفارس سعيد. أما شيعياً، فلا يظهر أحد». يعتبر نفسه إحدى القوى الثلاث «القادرة على تأمين نسبة كبيرة من الأصوات في كسروان (مُستثنياً الفتوح من هذه الحسابات). القوتان الباقيتان هما التيار والقوات».