صدر بيان مشترك عن حركتي «فتح» و«حماس» بلمسات مصرية مع ختام اليوم الأول للمباحثات المستمرة في القاهرة (أول من أمس) تحدث عن «حوارات إيجابية»، لكن مع تقدم طفيف، فيما شهد أمس (اليوم الثاني) نقاشاً في قضايا تسليم المعابر وأزمة الكهرباء وملف الموظفين، وتحديداً الشق الأمني فيه.
وبينما تقول مصادر قريبة من الوفدين إن المحادثات مُدِّدَت ليوم ثالث (الخميس)، مع احتمال تمديدها يوماً آخر إذا احتاج الأمر، فإنّ من المقرر أن يعود الوفدان إلى مصر الأسبوع المقبل بعدما يكون كل وفد أتم مشاورة قيادته في النقاط التي وصلوا إليها، وسط استعجال مصري لإنجاز التفاهمات بصيغة نهائية.
وفي اجتماع أمس، تقرر وفق مصادر مطلعة، تسليم مقارّ حركة «فتح» في غزة لها، كذلك بحث وقف السلطة ممارسة سياسة السلامة الأمنية في التوظيف، التي حرمت أبناء «حماس» الوظائف في سنوات حكم السلطة، وذلك مع طمأنات قدمها القيادي في «حماس» صلاح البردويل، إلى موظفي حكومة غزة السابقة التي أدارتها حركته، بالقول إن «الأمور تسير في اتجاه تسكين (دمج) هؤلاء الموظفين جميعاً دون استثناء، القديم والجديد، فيما تبقى تفاصيل الهيكلة وغيرها لحكومة التوافق».
وذكر البردويل أن «الإحصاءات الدقيقة لكل الموظفين الموجودين حالياً من المدنيين في غزة، بالإضافة إلى من بقي من الموظفين المدنيين السابقين (موظفو السلطة) تفيد بأن عددهم لا يزيد على 30 ألفاً». وأضاف: «الحاجة الطبيعية أكثر من 35 ألف موظف، ما يعني أنه لا يوجد لدينا زيادة، بل نحن بحاجة إلى أكثر من خمسة آلاف موظف جديد حتى تستقيم الأمور في غزة».
واستطرد البردويل في حوار تلفزيوني، بالقول إن «مشاركة جهاز المخابرات المصرية الفعالة في المحادثات أسهم في تسهيل الحوار... (الذي يقوم) على عدة أسس أبرزها تطبيق اتفاق القاهرة 2011، والشراكة الوطنية، وشمول الضفة وغزة بالمصالحة، وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعليها كمرجعية وطنية، وتفعيل المجلس التشريعي للرقابة على الحكومة». وعقّب بالقول: «إذا بقيت الأمور تسير بهذه الوتيرة الجيدة، فإن أسبوعاً (جديداً) سيكون كافياً لحسم جميع الأمور المتعلقة بالحكومة»، فيما تكون الخطوة الثالثة «دعوة مصر كافة الفصائل الفلسطينية لحوار شامل في غضون شهر من انتهاء هذه الجولة لبحث تشكيل حكومة وحدة».
في المقابل، قال عضو «اللجنة المركزية لفتح» محمد اشتية، أمس، إن «المصالحة يجب أن تضمن تمكين السلطة في غزة من خلال إلغاء مظاهر دولة الأمر الواقع لتصبح سلطة واحدة وكياناً واحداً». وأضاف اشتية: «المطلوب فلسطينياً إنعاش الاقتصاد، لكن ضمن مسارات متلازمة هي المسار السياسي والأمني والإقليمي، لا بشكل منفصل كما يروِّج له الإسرائيليون».
إلى ذلك، أطلقت مدفعية الاحتلال ثلاث قذائف وسط قطاع غزة بعدما ادعت القوات الإسرائيلية أن دورية تعرضت لإطلاق نار ظهر أمس عندما كانت تمرّ قرب الحدود الشرقية للقطاع.
(الأخبار)