خصّص الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اليوم الثالث من زيارته لموسكو لاستهداف إيران، معتبراً أن حلّ أزمات اليمن وسوريا يتطلّب منها «وقف سياستها التوسعية». وفيما التقى سلمان رئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف، قال في كلمة له خلال جلسة المباحثات إن على «إيران الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وأكد عزم بلاده «على الدفع بالعلاقات مع روسيا إلى آفاق أرحب»، لافتاً إلى أهمية التعاون بين الجانبين لتحقيق استقرار في أسواق النفط، ومعتبراً أن «جهود بلدينا أثمرت في مجال البترول التوصل لاتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين».
في سياق متصل، وقّعت أكبر شركة نفط سعودية، «أرامكو»، مذكرات تفاهم مع كبريات شركات النفط الروسية، وذلك قبل شهر على اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، المقرّر أن يناقش خلاله تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي أدى إلى تحسين الأسعار.
ووقّعت «أرامكو» خمس مذكرات تفاهم مع الشركات الروسية، خلال أعمال «منتدى الاستثمار السعودي ــ الروسي الأول»، الذي نظمته «الهيئة العامة للاستثمار» بالتعاون مع «مجلس الغرف السعودية»، و«الصندوق الروسي للاستثمار المباشر». وشملت هذه الاتفاقيات مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف مع «صندوق الاستثمارات العامة السعودي»، و«الصندوق الروسي للاستثمار المباشر»، في قطاعي خدمات الطاقة والتصنيع. وتمهّد المذكرة الطريق أمام تطوير الأعمال الجديدة حيال الطاقة، وخدمات حقول النفط والتصنيع، ومجمع الصناعات البحرية في رأس الخير (شرقي المملكة)، والشراكات المرتقبة في مدينة الطاقة الصناعية، التي طوّرتها «أرامكو» في السعودية. كذلك وقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع «غازبروم»، ما يمكِّنها من تطوير محفظة أعمال كبيرة تُعنَى بالتنقيب عن الغاز وإنتاجه على الصعيد الدولي، فضلاً عن المساعدة على ظهور مورّدين جُددٍ في السوق السعودية. وتضم مذكرة التفاهم مفاصل عدّة، منها تجارة الغاز الطبيعي المسال، والتنقيب والتطوير، وتخزين المنتجات. كذلك، وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة «ليتاسكو» التي تصل من خلالها «أرامكو» إلى مصافي البحر الأبيض المتوسط، الذي يشهد توسعاً كبيراً للشركات الروسية هناك. ووقّعت مذكرة تفاهم مع «صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي»، وشركة «سيبور الروسية»، التي تُمكن الأطراف من الاشتراك في تقييم الفرص المحتملة للتعاون في قطاع البتروكيمائيات، بما في ذلك تسويق المنتجات البتروكيميائية في كل من روسيا والسعودية.
ورداً على تصريحات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي أعربت عن قلقها ممّا وصفته بـ«الاهتمام المتزايد من حلفاء الولايات المتحدة بشراء منظومات إس ــ 400 الصاروخية الروسية للدفاع الجوي»، قال الكرملن إن التعاون التقني العسكري بين روسيا والسعودية «ليس موجّهاً ضد دول أخرى». وأكد المتحدث باسم الكرملن، دميتري بيسكوف، أن «التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري يتطوّر في مصلحة البلدين، والاستقرار في الشرق الأوسط»، مشدداً على أن «أيّ قلق من قبل دول أخرى بشأن هذا التعاون لا أساس له».
(الأخبار، أ ف ب)