في حادثة هي الأولى من نوعها، من حيث حجم الخسائر البشرية، تسببت غارة جوية نفذها سلاح الجو الروسي على أحد المواقع في محيط بلدة حميمة في أقصى ريف حمص الشرقي، في استشهاد عشرات من عناصر القوات الحليفة العاملة إلى جانب الجيش السوري في البادية. وعلى الرغم من أن سنوات الحرب الماضية شهدت وقوع خسائر في الأرواح بنيران صديقة، غير أن عدد الشهداء الكبير الذي سببته الغارة، والمقدر بنحو 30، لم يكن مسبوقاً.
وتشير المعلومات القليلة حول تفاصيل وقوع الغارة، إلى أنها استهدفت أحد المواقع التي كانت تعمل القوات على تثبيت خطوط دفاعها فيها، بعد وقت قصير من سيطرتها عليها خلال العمليات التي تشهدها المنطقة المحيطة ببلدة حميمة.
وكانت الأخبار الأولى التي انتشرت عن الغارة قد تحدثت عن استشهاد 7 من عناصر حزب الله، غير أن معلومات إضافية أفادت بسقوط عدد آخر من المقاتلين جراء الغارة.
وعلى خلفية الأنباء الأولية التي حمّلت "التحالف الدولي" مسؤولية القصف عبر طائرة مسيّرة، خرج المتحدث باسم "التحالف" ريان ديلون، أمس، لينفي أي انخراط لقواته في عمليات قصف في تلك المنطقة، مؤكداً أنها تقع خارج "منطقة عمليات طائرات التحالف".
وبينما لم يخرج أي تصريح رسمي من أي من الأطراف المعنية بالحادث، أوضحت مصادر مطلعة أنه تم تشكيل لجنة تحقيق ثلاثية روسية ــ سورية ــ لبنانية، مهمتها الكشف عن طبيعة الخطأ الذي أفضى إلى قصف الموقع واستشهاد عدد كبير من المقاتلين.
(الأخبار)