لا يمكن لأحد أن يكوّن فكرة وافية عن الدراما السورية من دون التوقّف مليّاً عند تجربة أيمن زيدان. مثّلت مسيرة «الإمبراطور» كما لقبه بعضهم، نقطة تحوّل في صناعة إكتسحت الشاشات العربيّة. لكن أن تدعوه إلى حديث صحافي، مهمّة شبه مستحيلة اليوم. كيف يستعيد قافلة الذكريات مثلاً أو يفنّد السنوات المهنية الأخيرة، وهو يشعر بالخيبة من كل ما آلت إليه الأمور على كافة المستويات؟
إبتعد كلّياً عن التلفزيون منذ سنوات بقرار شخصي، واعتذر عن عدم تجسيد العشرات من الأدوار التي عرضت عليه مقابل أن يتفرّغ كلياً لمزاج خاص في السينما. هكذا، بنى نجم «يوميات مدير عام» لنفسه شراكة سينمائية مع المخرج جود سعيد. أنهى أخيراً تصوير دوره في فيلمه الجديد «مسافرو الحرب» إلى جانب كونه المستشار الفني للعمل، يلعب زيدان في هذا الشريط دوراً مختلفاً عما قدّمه سابقاً من حيث تركيبة الشخصية، والظرف الاجتماعي الذي يعيش فيه. بهاء هو إسم الشخصية التي يجسدها، وهو موظف في «شركة كهرباء حلب» شارف على التقاعد. راح يفكّر في مغامرة غير محسوبة متمثّلة في تحصيل تعويضات نهاية خدمته، والعودة للاستقرار نهائياً في قريته الريفية، رغم أن لهيب الحرب لم يهدأ فيها. ما أن إنتهى زيدان من التصوير حتى راح يعاين الجغرافيا السورية من جديد في رحلة استطلاع كونه سيخوض لأول مرة تجربة في الإخراج السينمائي عبر فيلم روائي طويل تجري التحضيرات اللازمة لبدء عمليات تصويره منتصف شهر تشرين الأول. العمل يحمل عنوان «النورج» تأليف وسيناريو وحوار أيمن زيدان بالشراكة مع سماح القتال وإستشارة درامية لجود سعيد، بينما تنتجه «المؤسسة العامة للسينما». معنى النورج باللغة العربية يدلّ على آلة تستخدم في حصاد القمح لفصل الحبوب عن السنابل. في حديثه لـ «الأخبار»، أوضح النجم السوري بأنه يشعر بالمتعة كونه يجرّب طقساً جديداً رغم أنه مُتعب، إلا أنه يضفي نوعاً من الحماس. يرفض أن يوضح فكرة الفيلم بشكل مفصّل أو حكايته أو حتى أبطاله، لحين استقراره نهائياً على خياراته واقترابه من موعد بدء التصوير.